لا ريب أنّ الجسم في
أنّه جوهر يمكن أن يفرض فيه الامتدادات الثلاثة 1، أمر بالفعل، و في أنّه يمكن أن
يوجد فيه كمالات اخر أوّليّة مسماّة بالصور النوعيّة التي تكمّل جوهره، و كمالات
ثانية من الأعراض الخارجة عن جوهره، أمر بالقوّة. و حيثيّة الفعل غير حيثيّة القوّة؛
لما أنّ الفعل لا يتمّ إلّا بالوجدان 2، و القوّة تلازم
1- قوله قدّس سرّه:
«يمكن أن يفرض فيه الامتدادات الثلاثة»
اللام للعهد. أي
الامتدادات و الخطوط الثلاثة المتقاطعة على زوايا قوائم، التي مرّ ذكرها في آخر
الفصل السابق. و ليس المراد بها الامتداد في الجهات الثلاث، إذ الامتداد في الجهات
الثلاث أمر حاصل في الجسم بالفعل، و لا حاجة إلى فرضها.
ثمّ لا يخفى عليك: أنّه لو
قال: لا ريب أنّ الجسم في أنّه جوهر متّصل ممتدّ في الجهات الثلاث أمر بالفعل،
لكان أولى.
2- قوله قدّس سرّه: «لما
أنّ الفعل لا يتمّ إلّا بالوجدان»
فإنّ الفعليّة مساوقة
للوجود الذي هو الوجدان.
ثمّ لا يخفى: أنّ التقابل
بين الوجدان و الفقدان هو تقابل الملكة و عدمها، و هما لا يجتمعان في شيء واحد،
كسائر المتقابلات.
و لكن فيه: أنّ وجدان
الامتداد الجوهريّ و فقدان الكمالات الأولى و الثانية و إن كان