وجودا آخر، لا يترتّب
عليها فيه آثارها الخارجيّة بعينها 2، و إن ترتّبت آثار اخر غير آثارها الخارجيّة.
3
هي للمصداق، دون
المفهوم، لا فرق في ذلك أيضا بين أنواع المفاهيم.
و قد عدّ المصنّف نفسه
قدّس سرّه، في الفصل الخامس من المرحلة الاولى من بداية الحكمة، مفهوم الوجود
وجودا ذهنيّا لمصاديق الوجود، حيث قال:
«و الحقّ أنّه حقيقة
واحدة مشكّكة؛ أمّا كونها حقيقة واحدة، فلأنّه لو لم تكن كذلك، لكانت حقائق مختلفة
متباينة بتمام الذوات؛ و لازمه كون مفهوم الوجود، و هو مفهوم واحد منتزعا من
مصاديق متباينة بما هي متباينة؛ و هو محال. بيان الاستحالة أنّ المفهوم و المصداق
واحد ذاتا، و إنّما الفارق كون الوجود ذهنيّا أو خارجيّا؛ فلو انتزع الواحد بما هو
واحد من الكثير بما هو كثير، كان الواحد بما هو واحد كثيرا بما هو كثير؛ و هو
محال.» انتهى.
قوله قدّس سرّه:
«المترتّبة عليها آثارها»
قال قدّس سرّه في تعليقة
منه على بداية الحكمة هنا: «المراد بالأثر في هذا المقام هو كمال الشيء، سواء كان
كمالا أوّلا تتمّ به حقيقة الشيء، كالحيوانيّة و النطق في الإنسان، أو كمالا
ثانيا مترتّبا على الشيء بعد تمام ذاته، كالتعجّب و الضحك للإنسان.» انتهى.
و سيصرّح قدّس سرّه بهذا
التفسير في الأمر الأوّل بقوله: «... الآثار الخارجيّة و نعني بها الكمالات
الأوّلية و الثانويّة.» انتهى.
2- قوله قدّس سرّه: «لا
يترتّب عليها فيه آثارها الخارجيّة بعينها»
لا يخفى عليك- بمقتضى
دخول النفي على العموم- أنّه من نفي العموم، لا عموم النفي.
فالمراد أنّ الماهيّة
الذهنيّة لا يترتّب عليها جميع آثار الماهيّة الخارجيّة، و إن ترتّب عليها بعض
آثارها. فالصورة الخياليّة من زيد، ذو وضع و لون و شكل مثلا، و لكنّها ليست واجدة
لجميع ما يترتّب على زيد الخارجيّ من الآثار.
قال صدر المتألّهين قدّس
سرّه في الأسفار ج 3، ص 283: «إنّ هذا الوجود العلميّ [الوجود الذهنيّ] وجود آخر.
و الماهيّة إذا وجدت بهذا الوجود يسلب عنها كثير من الصفات و الآثار المترتّبة
عليها في الوجود المادّيّ، من التضادّ و التفاسد و التزاحم و غير ذلك.» انتهى.
3- قوله قدّس سرّه: «و
إن ترتّبت آثار اخر غير آثارها الخارجيّة»
و لا يخفى عليك: أنّه
إنّما يكون وجودا ذهنيّا من جهة مقابلتة الوجود الخارجيّ و عدم ترتّب آثاره عليه.
و أمّا من جهة ترتّب آثار اخر عليه، فهو وجود خارجيّ.