متوقّفٌ على علّة
موجودة ، ويستتبعه أنّ علّة وجودها لو لم توجد لم توجد الماهيّة المعلولة ، فيتمّ
الحكم بأنّ الماهيّة الممكنة لإمكانها تحتاج في اتّصافها بشيء من الوجود والعدم
إلى مرجّح يرجّح ذلك ، ومرجّحُ الوجود وجودُ العلّة ومرجّحُ العدم عدمُها ، أي لو
انتفت العلّة الموجِدة لم توجد الماهيّة المعلولة ، وحقيقته أنّ وجودَ الماهيّة
الممكنه متوقّفٌ على وجود علّتها.
الفصل السابع
الممكن محتاج إلى العلّة بقاءً كما أنّه محتاج
إليها حدوثاً [١]
وذلك لأنّ علّةَ حاجتِهِ إلى العلّة هي
إمكانه اللازم لماهيّته ـ كما تقدّم بيانه [٢]
ـ ، والماهيّة محفوظةٌ معه بقاءً ، كما أنّها محفوظةٌ معه حدوثاً ، فله حاجة إلى
العلّة الفيّاضة لوجوده حدوثاً وبقاءً ، وهو المطلوب.
حجّةٌ اُخرى : الهويّة العينيّة لكلّ
شيء هي وجودُهُ الخاصّ به ، والماهيّة إعتباريّةٌ منتزعةٌ منه ـ كما تقدّم بيانه [٣] ـ؛ ووجودُ الممكن المعلول وجودٌ رابطٌ
متعلَّقُ الذات بعلّته ، متقوَّمٌ بها ، لا استقلال له دونها ، لا ينسلخ عن هذه
الشأن ـ كما سيجيء بيانه إن شاء الله [٤]
ـ فحاله في الحاجة إلى العلّة حدوثاً وبقاءً واحدٌ ، والحاجة ملازمة له.
والفرق بين الحجّتَيْن أنّ الاُولى تثبت
المطلوب من طريق الإمكان الماهويّ ـ بمعنى استواء نسبة الماهيّة إلى الوجود والعدم
ـ ، والثانية من طريق الإمكان الوجوديّ ـ بمعنى الفقر الوجوديّ المتقوّم بغنى
العلّة ـ.
[١] بخلاف جمهور
المتكلّمين حيث ذهبوا إلى أنّ الفعل يستغني عن الفاعل في بقائه. هكذا شرحي
الإشارات ج ١ ص ٢١٥ ، وشرح الإشارات للمحقّق الطوسيّ ج ٣ ص ٦٨ ـ ٦٩.