واجب الوجود بالذات ماهيّته إنّيّته
بمعنى أنّ لاماهيّة له وراء وجوده الخاصّ به.
والمسألة بيّنة بالعطف على ما تقدّم [١] من أنّ الإمكان لازمُ الماهيّة ، فكلّ
ماهيّة فهي ممكنة ، وينعكس إلى أنّ ما ليس بممكن فلا ماهيّة له ، فلا ماهيّة
للواجب بالذات وراء وجوده الواجبيّ.
أمْتَنُها
: أنّه لو كان للواجب بالذات ماهيّة وراء
وجوده الخاصّ به كان وجوده زائداً عليها عَرضيّاً لها ، وكلُّ عرضيٍّ معلَّلٌ ، فكان
وجوده معلولا إمّا لماهيّته أو لغيرها؛ والثاني ـ وهو المعلوليّة للغير ـ ينافي
وجوب الوجود بالذات؛ والأوّل ـ وهو معلوليّته لماهيّته ـ يستوجب تقدُّمَ ماهيّته
على وجوده بالوجود ، لوجوب تقدّم العلّة على معلولها بالوجود بالضرورة ، فلو كان
هذا الوجود المتقدّم عين وجود المتأخّر لزم تقدّم الشيء على نفسه وهو محالٌ ، ولو
كان غيره لزم أن توجد ماهيّة واحدة بأكثر من وجود واحد ، وقد تقدّمت إستحالته [٣]. على أنّا
[١] في الأمر الأوّل
من الاُمور المذكورة في الفصل الأوّل من المرحلة الرابعة.
[٢] راجع الفصل
الرابع من المقالة الثامنة من إلهيّات الشفاء ، والتحصيل ص ٥٧١ ، والتلويحات ص ٣٤
ـ ٣٥ ، والمقاومات ص ١٧٥ ، والمطارحات ص ٣٩٨ ـ ٣٩٩ ، وشرح الإشارات ج ٣ ص ٣٥ و ٣٩ و
٥٨ ، والمبدأ والمعاد لصدر المتألّهين ص ٢٧ ـ ٢٩ ، والأسفار ج ١ ص ٩٦ ـ ١١٣ ، وج ٦
ص ٤٨ ـ ٥٧ ، وشرح الهداية الأثيريّة لصدر المتألّهين ص ٢٨٣ ـ ٢٨٨ ، وللميبديّ ص
١٦٧ ، وشوارق الإلهام ص ٩٩ ـ ١٠٨ ، وشرح التجريد للقوشجيّ ص ٥٢ ، وشرح المنظومة ص
٢١ ـ ٢٢ ، وقواعد المرام في علم الكلام ص ٤٥ ـ ٤٦ ، ومصباح الأنس ص ٦٧ ـ ٦٩ ، والرسالة
العرشيّة للشيخ الرئيس ص ٤.