واُجيب
عنه[٢]
: بأنّا لا نسلّم وجوب المطابقة بين المنتزع والمنتزع عنه. وأنت خبير بأنّه التزام
بالسفسطة.
الفصل الرابع والعشرون
في دوام الفيض
قد تبيّن في الأبحاث السابقة [٣] أنّ قدرته (تعالى) هي مبدئيّته للإيجاد
وعلّيّته لما سواه ، وهي عين الذات المتعالية ، ولازم ذلك دوام الفيض واستمرار
الرحمة وعدم انقطاع العطيّة.
ولا يلزم من ذلك دوام عالم الطبيعة ، لأنّ
المجموع ليس شيئاً وراء الأجزاء ، وكلّ جزء حادث مسبوقٌ بالعدم ، ولا تكرُّرَ في
وجود العالم على ما يراه القائلون بالأدوار والأكوار [٤] ، لعدم الدليل عليه.
وما
قيل[٥]
: «إنّ الأفلاك والأجرام العلويّة دائمة الوجود بأشخاصها ، وكذلك
في حاشية شرح
المنظومة ص ١٤٨؛ وتعرّض له من دون اشارة إلى قائله في تعليقاته على الأسفار ج ٣ ص
١٤٢ ، وتعليقاته على شرح المنظومة ص ٨٢. وتعرّض له أيضاً المصنّف (رحمه الله) في
تعليقاته على الأسفار ج ٧ ص ٢٩٨.
[١] هذا الاعتراض هو
مفادّ ما ذكره السبزواريّ في تعليقاته على شرح المنظومة ص ٨٢ ، وتعليقاته على
الأسفار ج ٣ ص ١٤٢.
[٢] والمجيب
المتكلّمون القائلون بالزمان الموهوم. راجع تعليقات المصنّف (رحمه الله) على
الأسفار ج ٧ ص ٢٩٨.
[٥] هذا القول
منسوبٌ إلى أساطين الحكماء الأقدمين ، كبرقلس وفورقلس من قدماء الحكماء ، على ما
في الملل والنحل ج ٢ ص ١٤٩ ـ ١٥٢. لكن قال صدر المتألّهين : «أنّه افتراءً على
اُولئك السابقين الأوّلين» ، ثمّ قال : «نعم ذهبوا إلى أنّ وجوده دائمٌ وفيضه غير