لا ريب أنّ للموجود الممكن ماهيّة هي
ذاته التي تستوي نسبتها إلى الوجود والعدم ، وهي ما يقال في جواب (ما هو؟) ؛ وأنّ
في هذه الماهيّات مشتركاتٌ ومختصّاتٌ ـ أعني الأجناس والفصول ـ ، وأنّ في الأجناس
ما هو أعمّ وما هو أخصّ ، أي إنّها قد تترتّب متصاعدةً من أخصّ إلى أعمّ ، فلا
محالة تنتهي السلسلة إلى جنس لا جنسَ فوقَها لاستحالة ذهابها إلى غير النهاية
المستلزم لتركّب ذات الممكن من أجزاء غير متناهية ، فلا يمكن تعقُّل شيء من هذه
الماهيّات بتمام ذاتيّاتها ، على أنّ هذه الأجناس باعتبار أخذها بشرط لا موادُّ
خارجيّةٌّ أو عقليّةٌّ ، والمادّة من علل القوام ، وهي متناهية ـ كما سيأتي إن شاء
الله تعالى [١]
ـ.
فتحصّل أنّ هناك أجناساً عاليةً ليس
فوقها جنس ، وهي المسمّاة بـ «المقولات».
ومن هنا يظهر :
أوّلا
: أنّ المقولات بسائط غيرُ مركّبة من جنس
وفصل ، وإلاّ كان هناك جنسٌ