خطبنا عليّ بن أبي طالب-
صلوات اللّه عليه- فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على محمّد و آله صلى اللّه عليه
و آله، ثمّ قال:
«سلوني أيّها الناس قبل
أن تفقدوني»- ثلاثا-. فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: «يا أمير المؤمنين- متى يخرج
الدجّال»؟
فقال له- صلوات اللّه
عليه: «اقعد، فقد سمع اللّه كلامك، و علم ما أردت؛ و اللّه ما المسئول عنه بأعلم
من السائل، و لكن لذلك علامات و هيآت يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل، فإن شئت
أنبأتك بها».
قال: «نعم- يا أمير
المؤمنين».
فقال صلوات اللّه عليه:
«احفظ، فإنّ علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة، و أضاعوا الأمانة، و استحلّوا
الكذب، و أكلوا الربا، و أخذوا الرشا، و شيّدوا البنيان، و باعوا الدين بالدنيا، و
استعملوا السفهاء، و شاوروا النساء، و قطعوا الأرحام، و اتّبعوا الأهواء، و
استخفّوا بالدماء، و كان العلم ضعيفا[3]، و الظلم فخرا، و كانت الامراء فجرة