«اعلم أن العقل لن يهتدي
إلّا بالشرع، و الشرع لن يتبيّن إلّا بالعقل، و العقل كالأسّ، و الشرع كالبناء، و
لن يثبت بناء ما لم يكن اسّ، و لن يغنى اسّ ما لم يكن بناء. و أيضا: العقل كالبصر،
و الشرع كالشعاع، و لن ينفع البصر ما لم يكن شعاع من خارج، و لن يغني الشعاع ما لم
يكن بصر. فلهذا قال- تعالى-: قَدْ جاءَكُمْ مِنَ
اللَّهِ نُورٌ وَ كِتابٌ مُبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ
سُبُلَ السَّلامِ وَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ [5/ 15- 16].
و أيضا: فالعقل كالسراج، و
الشرع كالزيت الذي يمدّه؛ فما لم يكن زيت لم يشعل السراج، و ما لم يكن سراج لم
يضيء الزيت. و على هذا نبّه بقوله- تعالى-:
اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ-
إلى قوله-: نُورٌ عَلى نُورٍ [24/ 35].
و أيضا: فالشرع عقل من
خارج، و العقل شرع من داخل، و هما يتعاضدان، بل يتّحدان، و لكون الشرع عقلا من
خارج، سلب اللّه اسم العقل من الكافر في غير موضع من القرآن، نحو: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ [2/ 171].
[1] - أورد المؤلف هذا
الفصل بكامله في المحجة البيضاء: 1/ 187- 189. و عين اليقين: 241.
[2] - الراغب في تحصيل
النشأتين: 50- 52، الباب الثامن عشر. و فيه اختلافات لفظية.
نام کتاب : علم الیقین نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 2 صفحه : 916