«فالزم ما أجمع عليه أهل
الصفا و التقى من اصول الدين و حقائق اليقين و الرضا و التسليم، و لا تدخل في
اختلاف الخلق و مقالاتهم فيصعب عليك، و قد أجمعت الامّة المختارة بأنّ اللّه واحد
ليس كمثله شيء، و أنّه عدل في حكمه، و يفعل ما يشاء، و يحكم ما يريد، و لا يقال
له في شيء من صنعه «لم؟»، و لا كان و لا يكون شيء إلّا بمشيّته[2]، و أنّه قادر على ما يشاء، و صادق في
وعده و وعيده، و أنّ القرآن كلامه، و أنّه كان قبل الكون و المكان و الزمان، و أنّ
إحداثه و إفنائه غيره سواء[3]، ما ازداد بإحداثه علما، و لا ينقص بفنائه ملكه- عزّ سلطانه و جلّ
سبحانه-.
فمن أورد عليك ما ينقض هذا
الأصل، فلا تقبله؛ و جرّد باطنك لذلك، ترى بركاته عن قريب و تفوز مع الفائزين».
[1] - مصباح الشريعة:
الباب السابع و الستون، في بيان الحقّ و الباطل: 44- 45.