نام کتاب : علم الیقین نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 2 صفحه : 913
عن الحقيقة و الكيفيّة؛ و
إن لم يعتقد ذلك و غلب على قلبه الشكّ و الإشكال: فإن أمكن إزالة الشك و الإشكال
بكلام قريب من الأفهام، ازيل- و إن لم يكن قويّا عند المتكلّمين و لا مرضيّا- فذلك
كاف و لا حاجة إلى تحقيق الدليل، فإنّ الدليل لا يتمّ إلّا بذكر الشبهة و الجواب،
و مهما ذكرت الشبهة لا يؤمن أن يتشبّث بالخاطر و القلب فيظنّها حقّة، لقصوره عن
إدراك جوابها؛ إذ الشبهة قد تكون جليّة، و الجواب دقيقا [لا يحتمله][1] عقله.
و لهذا زجر السلف عن البحث
و التفتيش، و عن الكلام؛ و إنّما زجروا ضعفاء العوام، و أمّا أئمّة الدين، فلهم
الخوض في غمرة الاشكالات.
و منع العوام من الكلام
يجري مجرى منع الصبيان عن شاطئ الدجلة خوفا من الغرق، و رخصة الأقوياء فيه يضاهي
رخصة الماهر في صنعة السباحة؛ إلّا أنّ هاهنا موضع غرور و مزلّة قدم، و هو أنّ كلّ
ضعيف في عقله يظنّ أنّه يقدر على إدراك الحقائق كلّها، و أنّه من جملة الأقوياء؛
فربما يخوضون و يغرقون في بحر الجهالات من حيث لا يشعرون.
و الصواب منع الخلق كلّهم-
إلّا الشاذّ النادر الذي لا تسمح الأعصار إلّا بواحد منهم أو اثنين- من تجاوز سلوك
مسلك السلف في الإيمان بالرسل و التصديق المجمل بكلّ ما