نام کتاب : علم الیقین نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 2 صفحه : 877
[حول هذه الخطبة]
قال الشارح- كمال الدين بن
ميثم البحراني، رحمه اللّه-[1]:
«إنّ هذه الخطبة و ما
يشبهها- ممّا يتضمّن شكايته عليه السّلام في أمر الخلافة- قد أنكرها جماعة من أهل
السنّة، حتّى قالوا: «إنّه لم يصدر عنه عليه السّلام شكاية في هذا الأمر أصلا». و
منهم من نسب هذه الخطبة خاصّة إلى السيّد الرضي- رحمه اللّه-
و يحتمل إنكارهم وجهين:
أحدهما أن يقصدوا بذلك توطئة العوام، و تسكين خواطرهم عن إثارة الفتن و التعصّبات
الفاسدة، ليستقيم أمر الدين، و يكون الكلّ على نهج واحد، فيظهروا لهم أنّه لم يكن
بين الصحابة- الذين هم أشراف المسلمين و ساداتهم- خلاف و لا نزاع، ليقتدي بحالهم
من سمع ذلك؛ و هذا مقصد حسن، و نظر لطيف- لو قصد.
و الثاني أن ينكروا ذلك عن
اعتقاد أنّه لم يكن هناك خلاف بين الصحابة و لا منافسة؛ و الحقّ أنّ ذلك إفراط في
القول، لأنّ المنافسة التي كانت بين الصحابة في أمر الخلافة معلومة بالضرورة لكلّ
من سمع أخبارهم و تشاجرهم في السقيفة؛ و تخلّف عليّ و وجوه بني هاشم عن البيعة أمر
ظاهر- لا يدفعه إلّا جاهل أو معاند-.
و إذا ثبت أنّه عليه
السّلام نافس في هذا الأمر، كان الظنّ غالبا
[1] - شرح نهج البلاغة
للبحراني: شرح الخطبة الشقشقية: 1/ 251- 260 اقتباسا و تلخيصا.
نام کتاب : علم الیقین نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 2 صفحه : 877