«الفرق بين كتابة المخلوق
و كتابة الخالق، كالفرق بين وجود صورة محسوسة يكون مبدؤها من خارج الحسّ و بين
وجود صورة محسوسة يكون مبدؤها من داخل الحسّ، مع أنّ كلا منهما محسوس بهذه الحواسّ
عند ظهور سلطان الباطن و قوّة بروزه إلى الظاهر.
و لا يستلزم ذلك اختصاص
مشاهدة كتابة اللّه بمن غلب عليه سلطان الآخرة- دون غيره من أهل الحجاب- لجواز أن
يكون لغيره ممن بحضوره بحسب التبعيّة من جهة سراية الحال منه إليهم، لأسباب خفيّة
لا تطلع على تفاصيلها، مثل توجّه النفوس في تلك الساعة إلى الجنبة الباطنة و
ذهولهم عن الخارج، و تعطّل حواسّهم عن استعمالها في هذه المحسوسات.
و كتابته- سبحانه- يسع
كثيرها أصغر ورقه، كما في الكتابين الذين كانا في يد النبي صلّى اللّه عليه و آله
و سلّم[2]؛ و لو أخذ المخلوق يكتب تلك الأسماء-
على ما هي عليه فيها- لما قام بذلك كلّ ورق في العالم؛ و كذلك الجفر و الجامعة.
[1] - راجع الأسفار
الأربعة: 7/ 34. و مفاتيح الغيب: الفاتحة التاسعة من المفتاح الأول: