قيل[2]: إنّما سمّي بالحسرة لأنّه حسر للجميع، أي أظهر عن صفة الخلود
الدائم للطائفتين.
فأمّا أهل الجنّة إذا رأوا
الموت سرّوا سرورا عظيما، فيقولون:
«بارك اللّه لنا فيك، لقد
خلّصتنا من تلك الدنيا، و كنت خير وارد علينا، و خير تحفة أهداها اللّه إلينا.
قال النبيّ صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم[3]:
«الموت تحفة المؤمن».
و أمّا أهل النار إذا
أبصروه يفزعون منه و يقولون: «لقد كنت شرّ وارد علينا، حلت بيننا و بين ما كنّا
فيه من الخير و الدعة»، ثمّ يقولون له: «عسى أن تميتنا فنستريح ممّا نحن فيه».
و يقال[4]: «إنّه يأتي يحيى- على نبينا و عليه
السّلام- و بيده الشفرة،
[1] - الزهد للأهوازي:
باب أحاديث الجنة و النار، 100، ح 273.
تفسير القمي: 2/ 225،
الصافات/ 59. عنهما البحار: 8/ 345 و 347.
و قد أشرنا في التعليقة
السابقة إلى ما ورد في ذلك عن الصادق عليه السّلام أيضا.
[2] - الفتوحات المكية:
الباب الرابع و الستون، 1/ 316.
و ما أورده إلى آخر
الفصل منقول منه مع تقديم و تأخير و تغيير في بعض الألفاظ.
[3] - جاء بلفظ: «تحفة
المؤمن الموت» في الدعوات للراوندي: الباب الرابع، ذكر الموت، 235. عنه البحار:
82/ 171. حلية الأولياء: عبد اللّه بن المبارك، 8/ 185.