محصّل الكلام أنّ اصول
النشآت ثلاثة: العقليّ و الخياليّ و الحسّيّ.
فكلّ من غلبت عليه في
الدنيا واحدة من تلك النشآت فمآله بعد وفاته إليها.
فمن غلبت عليه القوّة
العقليّة و استكملت بإدراك العقليّات المحضة، و العلم باليقينيّات الحقيقيّة،
فمآله إلى النشأة العقليّة في عليّين مع الملائكة المقرّبين، و الأنبياء و
الصدّيقين، و الشهداء و الصالحين- و هو الشيعة لأئمّة الهدى حقّا، لمشايعته لهم
على طريقتهم.
و من غلبت عليه اللذات
الحسّية الاخرويّة- من الجنّة و نعيمها و سرورها و حورها و قصورها، و الخوف من
عذاب الآخرة و نار جهنّم و آلامها- و عمل بمقتضى الوعد و الوعيد، فمآله إلى النشأة
الخياليّة الحسّية في نعيم الجنّة في أصحاب اليمين،- و هو المحبّ و الموالي لأئمّة
الهدى- صلوات اللّه عليهم-.
و من غلبت عليه المستلذّات
الحسّية الدنيويّة و العادة بهذه المألوفات الفانية، فهو بعد وفاته أليف غصّة
شديدة، و رهين عذاب أليم؛ لأنّ الدنيا و لذّاتها امور مجازيّة لا حقيقة لها، و
الإحساس بها انفعالات تنفعل النفس بها عند الحدوث، و تزول بسرعة عنها
[1] - المؤلف- قدّس
سرّه- ختم هذا الباب هنا و كتب بعده الباب الآتي (باب خلود الفريقين)، ثم استدرك
بعد مراجعته و أضاف الفصول الآتية من هذا الباب في أوراق ألحقها بنسخته، و هذا واضح
من التأمل في النسخة.
نام کتاب : علم الیقین نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 2 صفحه : 1297