«إنّ أهل الحجاب و
الارتياب ذاهلون عن كون الأزمنة و الحركات منطوية يوم القيامة، منشورة هاهنا؛ و لا
يمكن لهم أن يعرفوا بهما جميعا؛ و العجب أنّهم كما لم يؤمنوا هاهنا بطيّ السماوات
و ما فيها يوم القيامة- لاشتغال قلوبهم بأحوال الدنيا- فكذلك إذا بعثوا إلى الآخرة
أنكروا زمان مكثهم في الدنيا و نشر الحركات- إذ تشغلهم أهوال القيامة عن ذلك. «كما
قال- جلّ ذكره-: وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما
لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ* وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ إِلى يَوْمِ
الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَ لكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [30/ 55- 56].