و السرّ فيه أنّ لكلّ خلق
و هيئة ظهورا خاصّا في كلّ موطن و نشأة، و قد تكون لصورة واحدة آثار مختلفة بحسب
المواطن، و أنّ كلّ إنسان يحشر على صورة تناسب أخلاقه و أعماله، كما قال- عزّ و
جلّ-: وَ نَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً
وَ بُكْماً وَ صُمًّا [17/ 97]. و قد مرّ الكلام فيه[3].
فتلك الصور لا محالة تدلّ
على تلك الأخلاق و الأعمال، و تشهد عليها صريحا بحيث لا مجال للإنكار و الاعتذار،
كما قال- عزّ و جلّ-:
هذا يَوْمُ لا
يَنْطِقُونَ* وَ لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ
[77/ 35- 36] الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا
أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ [36/ 65].
و قد وفّق مولانا أمير
المؤمنين عليه السّلام في حديث اختلاف آيات القرآن بين هذه الآيات و ما يدانيها في
المعنى، و بين ما يخالفها بحسب الظاهر،
[1] - في النسخة: يوم
تشهد (بدلا من: حتى اذا ما جاءوها)، و الصحيح ما أثبتناه.
[2] - في النسخة: إنه
خبير بما يصنعون (بدلا من: و هو خلقكم أول مرة ...)، و الصحيح ما أثبتناه.