«كلّ من شاهد بنور
البصيرة باطنه في الدنيا لرآه مشحونا بأنواع المؤذيات و السباع- مثل الشهوة و
الغضب و المكر و الحسد و الحقد و الكبر و الريا و العجب- و هي التي لا تزال تفترسه
و تنهشه إن سها عنها بلحظة، إلّا أنّ أكثر الناس محجوب العين عن مشاهدتها لشغلهم
بالامور الدنياويّة، و بما يرد عليهم من الخارج من طرق الحواس؛ فإذا انكشف الغطاء
و وضع الإنسان في قبره عاينها، و قد تمثّلت بصورها و أشكالها الموافقة لمعانيها،
فيرى بعينه العقارب و الحيّات قد احدقت به، و إنّما هي ملكاته و صفاته الحاضرة
الآن في نفسه- و قد انكشفت له صورها الأصليّة، فإنّ لكلّ معنى صورة تناسبه.
فهذا عذاب القبر إن كان
شقيّا و يقابله إن كان سعيدا».
- انتهى-.
و حاصله أنّ عذاب القبر و
ثوابه بعينها الأمور التي كانت مع
[1] - لم أعثر على
القائل، و قد أورده صدر المتألهين أيضا في مفاتيح الغيب
(638) حاكيا بعض أهل
الكشف، و في المبدأ و المعاد عن بعض العرفاء، و في الأسفار الأربعة (9/ 220) عن
بعض العلماء.
نام کتاب : علم الیقین نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 2 صفحه : 1077