«حرام على كلّ نفس أن
تخرج من الدنيا حتّى تعلم من أهل الجنّة هي أم من أهل النار».
[1] - في هامش النسخة:
«قيل: من الناس من إذا بلغت نفسه الحلقوم كشف له عن أهله السابقين، و أحدق به
جيرانه من الموتى؛ فحينئذ يكون له خوار يسمعه كلّ شيء إلّا الإنسان، لو سمعه لهلك
و صعق.
و آخر ما يفقد من الميّت
السمع، لأنّ الروح إذا فارقت القلب بأسرها فسد، و أمّا السمع فلا يفقده حتّى تقبض
النفس؛ و لهذا قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «لقّنوا موتاكم شهادة أن لا إله
إلّا اللّه» (*). و نهى عن الإكثار بها عليهم لما يجدونه من الهول الأعظم و الكرب
الأفعم، فإذا نظرت إلى الميّت قد سال لعابه، و تقلّصت شفتاه، و اسودّ وجهه، و
ازرقت عيناه: فاعلم أنّه شقيّ قد كشفت له عن حقيقة شقوته في الآخرة. و إذا رأيت
الميّت جاف الفم- كأنّه يضحك- منطلق الوجه، مكسورة عيناه: فاعلم أنّه يبشّر بما
يلقاه في الآخرة من السرور، و كشف له عن حقيقة كرامته- منه-».
(*) الفقيه (باب غسل
الميت: 1/ 132): «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لقنوا موتاكم لا
إله إلّا اللّه؛ ...». و مثله في ثواب الأعمال: ثواب من قال لا إله إلّا اللّه:
16. عنه البحار: 81/ 234. و تفسير الفرات: سورة الزمر، الآية 56، ص 369. عنه
البحار: 7/ 200. المحاسن: 1/ 34. عنه البحار: 81/ 236.
[2] - رواه الغزالي عن
أمير المؤمنين عليه السّلام: إحياء علوم الدين، كتاب ذكر الموت، الباب السابع في
حقيقة الموت ...: 4/ 718. و روى فيه أيضا عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
(كتاب ذكر الموت، الباب الثالث: 4/ 675): «لن يخرج أحدكم من الدنيا، حتّى يعلم أين
مصيره، و حتّى يرى مقعده من الجنة أو النار». و قال العراقي في تخريجه: «أخرجه ابن
أبي الدنيا في الموت من رواية عليّ موقوفا. و قال الزبيدي (إتحاف السادة:
10/ 281): «.. و كذلك
رواه ابن أبي شيبة في المصنف، و في رواية: لا تخرج نفس ابن آدم من الدنيا حتى تعلم
إلى أين مصيرها: إلى الجنة أم إلى النار».
نام کتاب : علم الیقین نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 2 صفحه : 1039