«و من هذه الحقيقة
الإلهيّة التي كنّى عنها بالتردّد انبعث التردّدات الكونيّة، و التحيّر في النفوس،
و ذلك أنّا قد نتردّد في أمرنا- هل نفعله أم لا؟- و ما زلنا نتردّد حتّى يكون أحد
الامور المتردّد فيها. فذلك الأمر الواقع هو الثابت في اللوح من تلك الامور؛ و ذلك
أنّ القلم الكاتب في اللوح القدريّ، يكتب أمرا ما، و زمان الخاطر، ثمّ يمحوه،
فيزول ذلك الخاطر؛ لأنّ من هذا اللوح إلى النفوس رقائق ممتدّة إليها، تحدث بحدوث
الكتابة و تنقطع بمحوها، فإذا صار الأمر ممحوّا كتب غيره، فتمتدّ منه رقيقة إلى
نفس هذا الشخص- الذي كتب هذا من أجله- فيخطر له خاطر نقيض الخاطر الاوّل؛ و هكذا
إلى أن أراد الحقّ إثباته، فلم يمحه؛ فيفعله الشخص أو يتركه- حسب ما ثبت في اللوح[2].
و الموكّل بالمحو ملك
كريم، و الإملاء عليه من الصفة الإلهيّة. و لو لم يكن الأمر كذلك لكانت الامور
كلّها حتما مقضيّا- و هذا شأن الأقلام القدريّة-.
[1] - ملخص مما جاء في
الفتوحات المكيّة: الباب السادس عشر و ثلاثمائة: 3/ 61.
[2] - كتب فى النسخة ما
يلي ثم شطب عليه: «فإذا فعله و تركه و انقضى محاه الحقّ من كونه محكوما بفعله، و
أثبت صورة عمل، قبيح أو حسن، على قدر ما يكون؛ ثمّ إنّ القلم يكتب أمرا آخرا- و
هكذا إلى غير النهاية».
علم اليقين ج1
251 فصل[5] قال بعض العارفين: ..... ص : 250
نام کتاب : علم الیقین نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 250