مشتقّان من «الرحمة» و هي
إفاضة الخير على المحتاجين عناية بهم و رحمة اللّه- تعالى- تامّة و عامّة و كاملة.
أمّا تمامها: فمن حيث أراد
قضاء حاجات المحتاجين و قضاها عناية بهم. و أمّا عمومها: فمن حيث شمل المستحقّ و
غير المستحقّ، و عمّ الدنيا و الآخرة، و تناول الضرورات و غيرها. و أمّا كمالها:
فلخلوّها عن الرقّة المؤلمة التي تعتري الرحيم، فتحرّكه إلى قضاء حاجة المرحوم؛
فإنّ تلك الرقّة يكاد صاحبه [ا] يقصد بفعله دفع الألم عن نفسه، فيكون نظر لنفسه، و
سعى لغرض نفسه- لا للمرحوم لأجل المرحوم- و ذلك نقصان عن كمال معنى الرحمة.
و ليعلم أنّ تلك الرقّة لا
مدخل لها في تحقّق معنى الرحمة، و إنّما
حلية الأولياء، ترجمة
شعبة بن الحجاج: 7/ 201. المسند: 2/ 248 و 470.
ابن ماجة: كتاب الأدب،
باب الشعر، 2/ 1236، ح 3757.
الجامع الكبير: 1/ 455،
ح 3151.
[1] - لبيد بن ربيعة
العامري من فحول الشعراء المخضرمين، صاحب المعلقة. و المعروف أنه ترك الشعر بعد
إسلامه، و هو من المعمرين، حكي في اسد الغابة (4/ 217) عن مالك بن أنس: «بلغني أنّ
لبيد بن ربيعة عاش مائة و أربعين سنة».