______________________________
بشرط التفويض و استشهد صلوات الله عليه بقول الله تعالى «فَكانَ مِنَ
الْمُدْحَضِينَ» أي كان يونس عليه السلام من المخرجين بالقرعة و كان غرض الله
تعالى هو، و القرعة بينته، و الاستشهاد في التفريع و هو كالتعليل و سيجيء مسندا
في الأخبار.
و أصل الإدحاض بطلان
الحجة هذا بحسب الظاهر، و أما بحسب الواقع فكان الغرض معراج يونس ليريه الله تعالى
آيات البحر كما قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، (هضما لنفسه: لا تفضلوني
على يونس) أي بسبب أن معراجي كان إلى السماء و كان معراجه عليه السلام في البحر و
نسبته تعالى إليهما على السواء، و لا يتوهم أن الله تعالى في السماء، و أما بحسب
الحالات التي حصلت لنبينا صلى الله عليه و آله و سلم فهو بالنسبة إلى مرتبته و لا
نسبة بينهما كما يدل عليه قوله تعالى تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى
بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ[1] و غير ذلك من
الآيات و الأخبار المتواترة الدالة على أفضليته صلى الله عليه و آله و سلم على
جميع الأنبياء عليهم السلام.
«و روى الحكم بن
مسكين» في القوي «عن معاوية بن عمار (إلى قوله) جميعا» الظاهر أنها كانت ملكهم
و الملك شبهة و إن علموا بالتحريم كما سيجيء «فمن قرع» كنصر غلبهم
بالقرعة «كان الولد ولده و يرد قيمة الولد» أي بقية القيمة أو
تمامها إذا أحل صاحبها لهم و وطؤها بالشبهة و إلا فالزنا لا يلحق به النسب «فاستحقها» أي أثبت أنها
له و هي حقه «و كان له» أي للمشتري «ولدها» للشبهة «بقيمته»