______________________________
قوله تعالى (وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)[1] كما ورد به
الأخبار «أنها تسر الصديق» من المؤمنين «و تكبت» و تذل و تخزي الكافرين
و المنافقين و الفاسقين، فإنهم أعداء المؤمنين، و الظاهر أن المراد انضمام هذه
الخصال مع الإطعام الذي ذكره عليه السلام أو لا في معناه على الإطلاق، و الحاصل أن
المروة و الإنسانية هي الأخذ بمحاسن الأخلاق و التجنب من مساويها و الأخلاق
المذكورة أهمها، و لو أريد بتلاوة القرآن التلاوة مع العمل فإنها التلاوة الكاملة
المعتبرة لأن غيرها كالعدم- دخل الجميع فيها بلا تكلف.
«و أما (إلى قوله)
معك»
في السفر أعم من الصاحب و غيره «و كتمانك على القوم أمرهم» أي مساويهم و
ما لا يحبون إظهاره «بعد (إلى قوله) المزاح» و الدعابة «في غير ما
يسخط الله عز و جل» من الفحش و أمثاله، فإن كثرة المزاح و إن كانت مذمومة في
نفسها إلا أنها مرخص فيها في السفر.
روى الكليني في الصحيح،
عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال في وصيته له لبعض ولده أو قال
قال أبي لبعض ولده إياك و المزاح فإنه يذهب بنور إيمانك و يستخف بمروتك[2].
و في الحسن عن حفص بن
البختري قال قال أبو عبد الله عليه السلام: إياكم و المزاح فإنه يذهب بماء الوجه-
و في الحسن كالصحيح، عن ابن أبي عمير عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال
إذا أحببت رجلا فلا تمازحه و لا تماره إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة المحمولة
على الكثير.