______________________________ «و
لا متناعسا» بأن يغلب عليه النعاس و النوم «و لا مستعجلا» حال الصلاة كما هو
الظاهر أو الأعم منه و من قبلها «و لكن على سكون و وقار» روى الكليني في الصحيح
عن زرارة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إذا قمت في الصلاة فعليك بالإقبال على
صلاتك، فإنما يحسب لك منها ما أقبلت عليه، و لا تعبث فيها بيدك و لا برأسك و لا
بلحيتك و لا تحدث نفسك، و لا تتثأب و لا تتمط و لا تكفر فإنما يصنع ذلك المجوس، و
لا تلثم و لا تحتقن (أي لا تتضام) و تفرج كما يتفرج البعير، و لا تقع على قدميك، و
لا تفترش ذراعيك- و لا تفرقع أصابعك، فإن ذلك كله نقصان من الصلاة،- و لا تقم إلى
الصلاة متكاسلا و لا متناعسا و لا متثاقلا فإنها من خلال النفاق (أي خصاله)، فإن
الله سبحانه نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة و هم سكارى يعني سكر النوم و قال
للمنافقين وَ إِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ
النَّاسَ وَ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا[1].
«فإذا دخلت إلخ» رواه الكليني
في الحسن كالصحيح، عن الحلبي (و الظاهر أن الصدوق أخذه من كتاب الحلبي فيكون
صحيحا) عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا دخلت في صلاتك فعليك بالخشوع (أي
الظاهري بالأعمال المتقدمة و الآتية و الباطني بحضور القلب) «و الإقبال على
صلاتك» (بالحضور و الإخلاص) «فإن الله عز و جل يقول:
الَّذِينَ هُمْ فِي
صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ[2]» فإنه تعالى،
علق الفوز و النجاة بالخشوع في الصلاة «و يقول وَ إِنَّها» أي الصلاة «لَكَبِيرَةٌ» أي ثقيلة إِلَّا عَلَى
الْخاشِعِينَ فإنه يحصل لهم بسبب الخشوع ما يسهل عليهم تحمل المشاق بل
تكون أعظم اللذات بالنسبة إليهم كما
[1] الكافي باب الخشوع في الصلاة خبر 1 و الآية في
سورة النساء 142.