(و أما) المبتدع فظاهر
الخبر و غيره من الأخبار أنه وجب قتله لاستلزام بدعته تكذيب النبي صلى الله عليه و
آله و سلم أنه قال (لا سنة بعد سنتي) لكن البدعة لو كان بمثل نصب الأئمة و الخلفاء
فلا شك في كونها كفرا و كذا فيما استلزم نفي ما تواتر عنه صلى الله عليه و آله أو
كان معلوم الصدور عنه صلى الله عليه و آله و سلم، أما ما كان مظنونا كأخبار الآحاد
الصحيحة ففيه إشكال. «أحيوا القصاص» لو أراده الولي، (وَ أَنْ تَعْفُوا
أَقْرَبُ لِلتَّقْوى)، و الظاهر أن الخطاب للأئمة عليه السلام و من نصبوهم خاصا أو
عاما على إشكال «و أحيوا الحق لصاحب الحق» تعميم بعد تخصيص أو في
غير الدنيا «و لا تفرقوا» عن متابعة من أوجب الله طاعتهم من أولي الأمر
المعصومين «أسلموا» بقبول ولايتهم «و سلموا» في متابعتهم «كَتَبَ
اللَّهُ» و قدره «لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي» بظهور الحق و لو كان
الكفار غالبين ظاهرا فالحق غالب بالبرهان أو بعد ظهور صاحب الزمان صلوات الله
عليه «إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ» قادر على إظهاره أو أظهره بالحجة و البيان
بقدرته و حكمته «عَزِيزٌ» قاهر على تعذيب المخالفين و إضلالهم لتركهم الحق
بعد الظهور و البيان وَ ما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ.