نام کتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه( ط- القديمة) نویسنده : المجلسي، محمد تقى جلد : 1 صفحه : 29
.........
______________________________
من السماع أيضا أكثر من الظن الغالب غالبا. و على أي حال فالظاهر منهم النقل من
الكتب المعتبرة المشهورة فإذا كان صاحب الكتاب ثقة يكون الخبر صحيحا، لأن الظاهر
من نقل السند إلى الكتاب المشهور المتواتر مجرد التيمن و التبرك، سيما إذا كان من
الجماعة المشهورين كالفضيل بن يسار، و محمد بن مسلم رضي الله عنهما، فإن الظاهر
أنه لا يضر جهالة سنديهما، و مع هذا فالاطمينان الذي يحصل للنفس من خبر زرارة و
علي بن جعفر باعتبار صحة الطريق إليهما أكثر، و إن أمكن أن يكون هذا باعتبار الإلف
باصطلاح المتأخرين، و إذا كان الكتاب معروفا معتمدا و صاحبه غير موثق و كان الطريق
إليه صحيحا فهو مثل العكس في الاطمئنان، و إذا كان في الطريق جهالة و لم يوثق صاحب
الكتاب فالاطمينان أقل و إذا كان أحدهما ضعيفا باعتبار ذم الأصحاب لصاحب الكتاب أو
لواحد من الروات فيصير أضعف و إذا كانا ضعيفين فأضعف منه.
و اعلم أن مراتب الرواة
تختلف اختلافا كثيرا، مثل أن يكون علي بن جعفر، أو زرارة أو الفضيل، أو يكون مثل
علي بن إبراهيم، أو محمد بن يحيى العطار- و كذا مراتب الحسن أو التوثيق مثل
إبراهيم بن هاشم، و أبان بن عثمان، أو أبو بكر الحضرمي، أو سماعه، و كذا مراتب
الجهالة و الضعف- و لهذا صنف الأصحاب كتب الرجال و بينوا حال كل منهم بما وصل
إليهم حالهم من الرواية عن الأئمة عليهم السلام أو الأصحاب، و نحن ميزنا في هذا
الكتاب المجهول الحال من الضعيف، و إن كان المعروف بين الأكثر عدم الفرق و بعضهم
يسمي المجهول بالقوي و يعمل به، بناء على أن الأصل العدالة، أو على أن العلم
بالفسق مانع من القبول لقوله تعالى إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا[1] و الأكثر على
أن الفسق مانع، بناء على أن الألفاظ وضعت للمعاني الواقعية و إن كان التكليف بحسب
ظن الراوي فلا يحصل ظن عدم المانع إلا بظن العدالة، و إن كان يمكن أن يقال: إن
الإيمان و الإسلام يكفي في ظن عدم الفسق.