من مقتضاه دائما أو
في أكثر أوقات وجوده ، قسر دائمي أو أكثري ، ينافي العناية الإلهية بإيصال كل ممكن
إلى كماله ، الذي أودع فيه استدعاؤه ، فلكل شيء غاية هي كماله الأخير الذي يقتضيه
، وأما القسر الأقلي فهو شر قليل ، يتداركه ما بحذائه من الخير الكثير ، وإنما يقع
فيما يقع في نشأة المادة ، بمزاحمة الأسباب المختلفة.
الفصل الثامن
في إثبات
الغاية فيما يعد لعبا أو جزافا أو باطلا
والحركات
الطبيعية وغير ذلك
ربما يظن أن الفواعل الطبيعية ، لا غاية
لها في أفعالها ، ظنا أن الغاية يجب أن تكون معلومة مرادة للفاعل ، لكنك عرفت [١] أن الغاية أعم من ذلك ، وأن للفواعل
الطبيعية غاية في أفعالها ، هي ما ينتهى إليه حركاتها.
وربما يظن أن كثيرا من الأفعال
الاختيارية لا غاية لها ، كملاعب الصبيان بحركات لا غاية لهم فيها ، وكاللعب
باللحية وكالتنفس ، وكانتقال المريض النائم من جانب إلى جانب ، وكوقوف المتحرك إلى
غاية عن غايته ، بعروض مانع يمنعه عن ذلك ، إلى غير ذلك من الأمثلة.
والحق أن شيئا من هذه الأفاعيل لا يخلو
عن غاية ، توضيح ذلك أن في الأفعال الإرادية مبدأ قريبا للفعل ، هو القوة العاملة
المنبثة في العضلات ، ومبدأ متوسطا قبله ، وهو الشوق المستتبع للإرادة والإجماع ،
ومبدأ بعيدا قبله ، هو العلم وهو تصور الفعل على وجه جزئي ، الذي ربما قارن
التصديق بأن