وإن صدق عليها
الجوهر كما عرفت [١]
في بحث الماهية ، ويجري نظير الكلام في النفس[٢].
الفصل الثالث
في الجسم
لا ريب أن هناك أجساما مختلفة تشترك في
أصل الجسمية ، التي هي الجوهر الممتد في الجهات الثلاث ، فالجسم بما هو جسم ، قابل
للانقسام في جهاته المفروضة ، وله وحدة اتصالية عند الحس ، فهل هو متصل واحد في
الحقيقة كما هو عند الحس ، أو مجموعة أجزاء ذات فواصل على خلاف ما عند الحس.
وعلى الأول فهل الأقسام ، التي له
بالقوة متناهية أو غير متناهية ، وعلى الثاني فهل الأقسام التي هي بالفعل ، وهي
التي انتهى التجزي إليها لا تقبل الانقسام خارجا ، لكن تقبله وهما وعقلا ، لكونها
أجساما صغارا ذوات حجم ، أو أنها لا تقبل الانقسام لا خارجا ولا وهما ولا عقلا ، لعدم
اشتمالها على حجم ، وإنما تقبل الإشارة الحسية ، وهي متناهية أو غير متناهية ، ولكل
من الشقوق المذكورة قائل.
فالأقوال خمسة.
الأول إن الجسم متصل واحد بحسب الحقيقة
، كما هو عند الحس وله أجزاء بالقوة متناهية ، ونسب إلى الشهرستاني.