أجناسه ، وكذا لو
تجردت صورته ، التي هي الفصل بشرط لا عن المادة ، التي هي الجنس بشرط لا بقي النوع
على حقيقة نوعيته ، كما لو تجردت النفس الناطقة عن البدن.
ثم إن الفصل غير مندرج تحت جنسه ، بمعنى
أن الجنس غير مأخوذ في حده ، وإلا احتاج إلى فصل يقومه ، وننقل الكلام إليه ويتسلسل
بترتب فصول غير متناهية.
الفصل السادس
في النوع وبعض
أحكامه
الماهية النوعية توجد أجزاؤها في الخارج
بوجود واحد ، لأن الحمل بين كل منها وبين النوع أولي ، والنوع موجود بوجود واحد ،
وأما في الذهن فهي متغايرة بالإبهام والتحصل ، ولذلك كان كل من الجنس والفصل ، عرضيا
للآخر زائدا عليه كما تقدم [١].
ومن هنا ما ذكروا ، أنه لا بد في
المركبات الحقيقية ، أي الأنواع المادية المؤلفة من مادة وصورة ، أن يكون بين
أجزائها فقر وحاجة ، من بعضها إلى بعض حتى ترتبط وتتحد حقيقة واحدة ، وقد عدوا
المسألة ضرورية لا تفتقر إلى برهان.
ويمتاز المركب الحقيقي من غيره بالوحدة
الحقيقية ، وذلك بأن يحصل من تألف الجزئين مثلا أمر ثالث ، غير كل واحد منهما ، له
آثار خاصة غير آثارهما الخاصة ، كالأمور المعدنية التي لها آثار خاصة ، غير آثار
عناصرها ، لا