وهي التي تعرضها
الكلية في الذهن ، فتقبل الانطباق على كثيرين ، وهي موجودة في الخارج لوجود قسمين
من أقسامها ، أعني المخلوطة والمطلقة فيه ، والمقسم محفوظ في أقسامه موجود بوجودها.
والموجود منها في كل فرد ، غير الموجود
منها في فرد آخر بالعدد ، ولو كان واحدا موجودا بوحدته في جميع الأفراد ، لكان
الواحد كثيرا بعينه وهو محال ، وكان الواحد بالعدد متصفا بصفات متقابلة وهو محال.
الفصل الثالث
في معنى
الذاتي والعرضي
المعاني المعتبرة في الماهيات المأخوذة
في حدودها ، وهي التي ترتفع الماهية بارتفاعها تسمى الذاتيات ، وما وراء ذلك
عرضيات محمولة ، فإن توقف انتزاعها وحملها على انضمام ، سميت محمولات بالضميمة ، كانتزاع
الحار وحملها ، على الجسم من انضمام الحرارة إليه ، وإلا فالخارج المحمول كالعالي
والسافل.
والذاتي يميز من غيره بوجوه من خواصه ، منها
أن الذاتيات بينة ، لا تحتاج في ثبوتها لذي الذاتي إلى وسط ، ومنها أنها غنية عن
السبب ، بمعنى أنها لا تحتاج إلى سبب وراء سبب ذي الذاتي ، فعله وجود الماهية
بعينها علة أجزائها الذاتية.
ومنها أن الأجزاء الذاتية متقدمة على ذي
الذاتي.
والإشكال في تقدم الأجزاء على الكل ، بأن
الأجزاء هي الكل بعينه فكيف تتقدم على نفسها ، مندفع بأن الاعتبار مختلف ، فالأجزاء
بالأسر متقدمة ، على الأجزاء بوصف الاجتماع والكلية ، على أنها إنما