ولذا كان الإمكان الاستعدادي قابلا
للشدة والضعف ، فإمكان تحقق الإنسانية في العلقة أقوى منه في النطفة ، بخلاف
الإمكان الذاتي فلا شدة ولا ضعف فيه.
ولذا أيضا ، كان الإمكان الاستعدادي
يقبل الزوال عن الممكن ، فإن الاستعداد يزول بعد تحقق المستعد له بالفعل ، بخلاف
الإمكان الذاتي فإنه لازم الماهية ، هو معها حيثما تحققت.
ولذا أيضا كان الإمكان الاستعدادي ، ومحله
المادة بالمعنى الأعم [١]
، يتعين معه الممكن المستعد له ، كالإنسانية التي تستعد لها المادة ، بخلاف
الإمكان الذاتي الذي في الماهية ، فإنه لا يتعين معه لها الوجود أو العدم.
والفرق بين الإمكان الاستعدادي والوقوعي
، أن الاستعدادي إنما يكون في الماديات ، والوقوعي أعم موردا.
الفصل السابع
في أن الإمكان
اعتبار عقلي وأنه لازم للماهية
أما أنه اعتبار عقلي ، فلأنه يلحق
الماهية المأخوذة عقلا ، مع قطع النظر عن الوجود والعدم ، والماهية المأخوذة كذلك
اعتبارية بلا ريب ، فما يلحق بها بهذا الاعتبار كذلك بلا ريب ، وهذا الاعتبار
العقلي لا ينافي كونها ، بحسب نفس الأمر إما موجودة أو معدومة ، ولازمه كونها
محفوفة بوجوبين أو امتناعين ،
[١] المادة بالمعنى
الأعم تشمل المادة بالمعنى الأخص ، وهي الجوهر القابل للصور المنطبعة فيها ، كمادة
العناصر لصورها ، وتشمل متعلق النفس المجردة ، كالبدن للنفس الناطقة ، وتشمل موضوع
العرض ، كالجسم للمقادير والكيفيات. ـ منه (رحمه الله) ـ.