على أن فيه إثبات الماهية للواجب ، وقد
تقدم [١] إثبات أن
ماهيته تعالى وجوده ، وفيه أيضا اقتضاء الماهية للوجود ، وقد تقدم أصالته واعتباريتها
، ولا معنى لاقتضاء الاعتباري للأصيل.
ويتفرع على وحدانيته تعالى بهذا المعنى
، أن وجوده تعالى ، غير محدود بحد عدمي يوجب انسلابه عما وراءه.
ويتفرع أيضا أن ذاته تعالى بسيطة ، منفي
عنها التركيب بأي وجه فرض ، إذ التركيب بأي وجه فرض ، لا يتحقق إلا بأجزاء يتألف
منها الكل ، ويتوقف تحققه على تحققها ، وهو الحاجة إليها ، والحاجة تنافي الوجوب
الذاتي.
الفصل الثالث
في أن الواجب
تعالى هو المبدأ المفيض لكل
وجود وكمال
وجودي
كل موجود غيره تعالى ممكن بالذات ، لانحصار
الوجوب بالذات فيه تعالى ، وكل ممكن فإن له ماهية ، هي التي تستوي نسبتها إلى
الوجود والعدم ، وهي التي تحتاج في وجودها إلى علة ، بها يجب وجودها فتوجد ، والعلة
إن كانت واجبة بالذات فهو ، وإن كانت واجبة بالغير انتهى ذلك إلى الواجب بالذات ، فالواجب
بالذات هو الذي يفيض عنه ، وجود كل ذي وجود من الماهيات.