هيولانيا ، لشباهته
في خلوه عن المعقولات الهيولى ، في كونها بالقوة بالنسبة إلى جميع الصور ، وثانيتها
العقل بالملكة ، وهي المرتبة التي تعقل فيها الأمور البديهية ، من التصورات والتصديقات
، فإن تعلق العلم بالبديهيات ، أقدم من تعلقه بالنظريات.
وثالثتها العقل بالفعل ، وهو تعلقه
النظريات بتوسيط البديهيات ، وإن كانت مرتبة بعضها على بعض.
ورابعتها عقله لجيمع ما استفاده ، من
المعقولات البديهية والنظرية ، المطابقة لحقائق العالم العلوى والسفلى ، باستحضاره
الجميع والتفاته إليها بالفعل ، فيكون عالما علميا مضاهيا للعالم العيني ، ويسمى
العقل المستفاد.
الفصل السادس
في مفيض هذه
الصور العلمية
أما الصور العقلية الكلية فإن مفيضها ، المخرج
للإنسان مثلا من القوة إلى الفعل ، عقل مفارق للمادة ، عنده جميع الصور العقلية
الكلية ، وذلك أنك قد عرفت أن هذه الصور ، بما أنها علم مجردة عن المادة ، على
أنها كلية تقبل الاشتراك بين كثيرين ، وكل أمر حال في المادة ، واحد شخصي لا يقبل
الاشتراك ، فالصورة العقلية مجردة عن المادة ، ففاعلها المفيض لها أمر مجرد عن
المادة ، لأن الأمر المادي ضعيف الوجود ، فلا يصدر عنه ما هو أقوى منه وجودا ، على
أن فعل المادة مشروط بالوضع الخاص ، ولا وضع للمجرد.
وليس هذا المفيض المجرد هو النفس ، العاقلة
لهذه الصور المجردة العلمية ،