فمعنى حركة الشيء في المقولة ، أن يرد
على الموضوع في كل آن ، نوع من أنواع المقولة ، مبائن للنوع الذي يرد عليه في آن
غيره.
الفصل العاشر
في المقولات
التي تقع فيها الحركة
المشهور بين قدماء الفلاسفة ، أن
المقولات التي تقع فيها الحركة أربع مقولات ، الأين والكيف والكم والوضع.
أما الأين فوقوع الحركة فيه ظاهر ، كالحركات
المكانية التي في الأجسام ، لكن في كون الأين مقولة برأسها كلام ، وإن كان مشهورا
بينهم ، بل الأين ضرب من الوضع ، وعليه فالحركة الأينية ضرب من الحركة الوضعية.
وأما الكيف فوقوع الحركة فيه ، وخاصة في
الكيفيات غير الفعلية ، كالكيفيات المختصة بالكميات ، كالاستواء والاعوجاج ونحوهما
ظاهر ، فإن الجسم المتحرك في كمه ، يتحرك في الكيفيات القائمة بكمه.
وأما الكم فالحركة فيه ، تغير الجسم في
كمه ، تغيرا متصلا بنسبة منتظمة تدريجا ، كالنمو الذي هو زيادة الجسم في حجمه ، زيادة
متصلة منتظمة تدريجا.
وقد أورد عليه ، أن النمو إنما يتحقق
بانضمام ، أجزاء من خارج إلى أجزاء الجسم ، فالكم الكبير اللاحق هو الكم العارض ، لمجموع
الأجزاء الأصلية والمنضمة ، والكم الصغير السابق ، هو الكم العارض لنفس الأجزاء
الأصلية ، والكمان متباينان غير متصلين لتباين موضوعيهما ، فلا حركة في كم بل هو
زوال كم وحدوث آخر.