مفهوم الوجود بديهي معقول بنفس ذاته ، لا
يحتاج فيه إلى توسيط شيء آخر ، فلا معرف له من حد أو رسم ، لوجوب كون المعرف أجلى
وأظهر من المعرف ، فما أورد في تعريفه ، من أن الوجود أو الموجود بما هو موجود ، هو
الثابت العين أو الذي يمكن أن يخبر عنه ، من قبيل شرح الاسم دون المعرف الحقيقي ، على
أنه سيجيء [١]أن
الوجود ، لا جنس له ولا فصل له ولا خاصة له ، بمعنى إحدى الكليات الخمس ، والمعرف
يتركب منها فلا معرف للوجود
الفصل الثاني
في أن مفهوم
الوجود مشترك معنوي
يحمل الوجود على موضوعاته ، بمعنى واحد
اشتراكا معنويا.
ومن الدليل عليه ، أنا نقسم الوجود إلى
أقسامه المختلفة ، كتقسيمه إلى وجود الواجب ووجود الممكن ، وتقسيم وجود الممكن إلى
وجود الجوهر ووجود العرض ، ثم وجود الجوهر إلى أقسامه ، ووجود العرض إلى أقسامه ،
ومن المعلوم أن التقسيم يتوقف في صحته ، على وحدة المقسم ووجوده في الأقسام.