responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 194

الحيوان حيا فقط و هاهنا شرط آخر و هو حصول البنية و شرط للشرط و هو توسط الهوى المضي‌ء بين المبصر و المبصر و الهوى الصافي بين السمع و المسموع كما شرطنا في الشم و اللمس و الذوق اتصال الأجرام و مماستها بالاتفاق، و إذا استدعت الثلاث من الحواس شرطا حتى يتحقق الإدراك و لأجل ذلك امتنع إثباته غائبا كذلك الحاستان الباقيتان استدعتا شرائط أخر سوى كونه حيا حتى يتحقق الإدراك فأنتم مدفوعون إلى إقامة الدليل على حصر الشرائط في كونه حيا فقط و إلا فارفعوا كون الحياة شرطا، كما رفعتم كون البنية و توسط الهوى شرطا و اجعلوا وجود الحياة شرطا من حيث العادة لا من حيث الضرورة كما جعلتم البنية شرطا من حيث العادة و هذا الموضع من مشكلات مسائل الإدراكات.

قال الأشعري: الإدراكات من قبيل العلوم على قول و رأي و هو جنس آخر على قول فمن قال بالقول الأول فيقول هو مماثل للعلوم و لا يفترقان إلا في أن أحد العلمين يستدعي تعيين المدرك و العلم من حيث هو علم لا يستدعي تعيين المدرك فلا جرم بقول العلم يتعلق بالمعدوم و الإدراك لا يتعلق به إذ المعدوم لا يتعين و لا تظنن أن هذا الرأي هو مذهب الكعبي، فإنه لم يثبت لإدراك معنى أصلا و الأشعري أثبت المعنى و قال: هو من جنس العلوم فعلى هذا القول الرب تعالى سميع بصير بإدراكين هما علمان مخصوصان وراء كونه عالما هو مدلول الإحكام و الإتقان، و من قال بالقول الثاني استدل بأن العلم بالشي‌ء إذا أضيف إلى علم آخر به و اتحد المتعلق و استوى العلمان في صفات النفس لم يتصور اختلافهما، فلما وجدنا في أنفسنا اختلافا بين العلم و الإدراك و أحسسنا تفرقة بين المعلوم خبرا و بين المرئي عيانا مع اتحاد المتعلق و استواء الأمر في الحدوث علمنا أن الجنسين مختلفان و أيضا فإن الأكمه لو أحاط علما بما أحاط به البصير حصل له كل علم سوى الإدراك فدل أنه زائد على العلم على أن هذا يشكل بقاعدة من لم يجعل البنية شرطا فإنه جوز أن يخلق اللّه تبارك و تعالى الرؤية في القلب و العلم في البصر فحينئذ يلتبس العلم بالإدراك و يلزم أن يسمع السامع بالبصر و يبصر بالسمع و يشم بحاسة الذوق و يذوق بحاسة الشم و يلزم أن تكون حاسة واحدة هي سامعة مبصرة شامة ذائقة لامسة و إنما اختص كل إدراك بحاسة خاصة في خلقه، و كذلك يجوز أن تكون أمور حاضرة لا نحسها و أمور غائبة نبصرها و لكن العادة الجارية أمنتنا من ذلك أ ليست الملائكة كانت تحضر مجلس النبوة و القوم حضور و الأعين سليمة و هم لا يبصرون أ ليست الشياطين و الجن يطوفون في البلاد و يسرحون في الأرض و أن إبليس هو يرانا و قبيله من حيث لا نراه فبطلت تلك التهويلات‌

نام کتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست