responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 13

في أطوار الخلقة و أكوار الفطرة، و لسنا نشك في أنه ما غير ذاته و لا بدل صفاته و لا الأبوان و لا الطبيعة فيتعين احتياجه إلى صانع أول قديم قادر عليم قال و ما ثبت من الأحكام لشخص واحد أو لجسم واحد ثبت في الكل في الجسمية و هذه الطريقة تجمع الإثبات و الإبطال و اعتمد إمام الحرمين رضي اللّه عنه طريقة أخرى فقال الأرض عند خصومنا محفوفة بالماء و الماء بالهواء و الهواء بالنار و النار بالأفلاك و هي أجرام متحيزة شاغلة جوا و حيزا و بالاضطرار نعلم أن فرض هذه الأجسام متيامنة عن مقرها أو متياسرة أو أكبر مما وجدت شكلا و عظما أو أصغر من ذلك ليس من المستحيلات و كل مختص بوجه من وجوه الجواز دون سائر الوجوه مع استواء الجائزات و تماثل الممكنات احتاج إلى مخصص بضرورة العقل، و ستعلم فيما بعد أن العالم ممكن الوجود باعتبار ذاته سواء قدر كونه متناهيا في ذاته مكانا أو زمانا أو غير متناه فإن الخصم يقضي عليه بالإمكان على أنه في ذاته غير متناهي الزمان و هو متناهي المكان، فالأولى أن يجعل للتناهي المكاني مسألة و يجعل للتناهي الزماني من حيث الحركات و المتحركات مسألة أخرى، و نأخذ احتياجه إلى المخصص كالمسلم أو كالضروري أو كالقريب من الضروري.

فإن قيل فما الدليل على تطرق وجوه الجائزات إلى العالم بأسره.

قلنا: العقل الصريح يقضي بالإمكان في كل واحد من أجزاء العالم و المجموع إذا كان مركبا من الأجزاء كان الإمكان واجبا له ضرورة.

فإن قيل: فما الدليل على أن الأجسام متناهية من حيث الذات.

قلنا: لو قدرنا جسما لا يتناهى أو بعدا لا يتناهى، فإما أن يكون ذلك الجسم غير متناه من جميع الجهات أو من جهة واحدة و على أي وجه قدر فيمكن أن يفرض فيه نقطة متناهية يتصل بها خط لا يتناهى و يمكن أن تفرض نقطة أخرى على خط هو أنقص من الأول بذراع، و نصل بين النقطتين بحيث يطبق الخط الأصغر على الخط الأطول فإن كان كل واحد من الخطين تمادى إلى غير نهاية فيكون الخط الأصغر مساويا للخط الأطول و هو محال، و إن قصر الأقصر عن الأطول بمتناه فقد تناهى الأقصر و تناهى الأطول إذ قصر عنه الأقصر بمتناه، و زاد الأطول عليه بمتناه و ما زاد على الشي‌ء بمتناه كان متناهيا و على كل حال فإن كل أحدهما أكبر من الثاني كان فيما لا يتناهى ما هو أصغر و أكبر و أكثر و أقل، و ذلك محال فعلم أن جسما لا يتناهى محال وجوده و أن بعدا لا يتناهى في خلاء أو ملأ محال، و يمكن أن ينقل هذا البرهان بعينه إلى أعداد و أشخاص لا تتناهى حتى يتبين أن فرض ذلك محال، فإذا قضينا على الجسم‌

نام کتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست