فانه اظهر البراءة من
القعدة عنهم، و ان كانوا على رأيه، و امتحن من قصد عسكره منهم، و اكفر من لم يهاجر
إليه منهم.
و قيل اوّل من اظهر هذا
الخلاف منهم عبد اللّه بن الوضيني[1]، و خالفه نافع في أول امره. فلما مات الوضيني صار نافع الى قوله
بخلافة اياه حين خالفه، و اكفر من يخالفه بعد موته.
فهذا بيان المحكمة الأولى،
و للّه المنة على هذه العصمة.
ذكر الأزارقة منهم
هؤلاء اتباع ابي راشد بن
نافع بن الأزرق[2]، الذي غلب على الاهواز و ما وراءها من
ارض فارس و كرمان، و قاتله المهلب بن ابي صفرة.
و الذي أظهره من/ خلافه
على المحكمة برأيه من القعدة عنه منهم، و المحبة لمن قصد عسكره، و تكفير من لم
يهاجر إليه. فلما اظهر نافع هذا القول فارقه عند ذلك نجدة بن عامر الحنفي، و عطية
بن الاسود، و ابو فديك، و قصدوا اليمامة، و بايعوا بها نجدة بن عامر. فما زالوا
معه الى ان نقموا عليه امورا، كما نذكرها بعدها.
و زعمت الأزارقة ان كل
كبيرة كفر و شرك، و ان دار مخالفيهم دار كفر.
و زعموا ان كل من اقام في
دار الكفر فهو كافر، و ان كان على رأيهم.
[1] «الوضيني» هكذا هنا
في المخطوطة، و لكن جاء «الوضين» في ط. الكوثري ص 50، ط. بدر ص 63، ط. عبد الحميد
ص 84.
[2] جاء في «الفرق»:
«نافع بن الازرق الحنفي المكنى بابي راشد».
و جاء هنا في المخطوطة
اشارة مقتضبة عن نافع: «الذي غلب على الاهواز ... ابي صفرة» اما في «الفرق»
فالاشارة إليه اوسع، اذ جاء: «ثم الأزارقة بعد اجتماعها على البدع التي حكيناها
عنهم بايعوا نافع بن الازرق و سموه امير المؤمنين، و انضم إليهم خوارج عمان و
اليمامة، فصاروا اكثر من عشرين الفا، و استولوا على الأهواز و ما وراءها من ارض
فارس و كرمان، و جبوا خراجها ...» (ط. بدر 64، ط. الكوثري ص 51، ط عبد الحميد ص
85).