فهذا ما اجمعت عليه
النجارية من اصولهم.- و افترقوا بعد ذلك في خلق القرآن اكثر من عشر فرق، تكفر
بعضها بعضا. و معظمها ثلاث فرق، و هي البرغوثية، و الزعفرانية الاولى[1]، و المستدركة من الزعفرانية[2].
ذكر البرغوثية منهم
هؤلاء اتباع محمد بن عيسى،
الملقب ببرغوث، و هو على اصول النجار؛ يقول[3] برغوث: ان المكتسب ليس بفاعل على الحقيقة، و في دعواه ان المتولدات
فعل اللّه عز و جل بايجاب الطبيعة، على معنى ان اللّه تعالى طبع/ الحجر طبعا يذهب
اذا وقع، و طبع الحيوان طبعا يألم اذا ضرب. فالنجار مع اصحابنا في ان اللّه عز و
جل خلق المتولدات اختراعا بلا طباع الاجسام[4].
ذكر الزعفرانية منهم
هؤلاء نجارية الذين
ينتسبون الى الزعفراني الذي كان يقول ان كلام اللّه عز و جل و كل ما هو غيره
مخلوق[5]، ثم يقول مع ذلك «ان الكلب خير ممن
يقول ان كلام اللّه مخلوق».- و قال يوما في دعاية على منبره «يا رب القرآن اهلك من
يقول: القرآن مخلوق (مولود)»، فناقض بآخر كلامه اوله[6].
[2] ما ورد هنا عن
«النجارية» متفق اجمالا مع ما جاء في كتاب «الفرق» (انظر المراجع المذكورة في رقم
2 من الصفحة السابقة) الا ان في كتاب «الفرق» جاء رأي النجارية في الجسم و العرض و
هو غير وارد هنا.
[3] لم يرد «يقول» في
المخطوط اضفناها لاستقامة المعنى.
[4] الكلام هنا عن
البرغوثية متفق مع ما جاء في كتاب «الفرق» (ط. الكوثري ص 126- 127، عبد الحميد ص
209، ط. بدر ص 127).
[5] هنا الكلام مضطرب و
قد ورد واضحا في كتاب «الفرق»، اذ جاء: «ان كلام اللّه تعالى غيره، و كل ما هو غير
اللّه تعالى مخلوق» (ط. بدر ص 127، الكوثري ص 127، عبد الحميد ص 209).
[6] قوله هذا «يا رب
القرآن ... أوله» غير وارد في كتاب «الفرق».
الملل و النحل
144 ذكر المستدركة منهم ..... ص : 144