responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 9

المدركات بالحواسّ ملذّة كانت محبوبة أي كان للطبع السليم ميل إليها حتّى قال:

عليه السّلام «حبّب إليّ من دنياكم ثلاث الطيب و النساء و جعلت قرّة عيني في الصلاة» [1] فسمّى الطيب محبوبا و معلوم أن لا حظّ للعين و السمع فيه بل للشمّ فقطّ و سمّى النساء محبوبات و لا حظّ فيهنّ إلّا للبصر و اللّمس دون الشمّ و الذّوق و السمع و سمّى الصلاة قرّة عين و جعلها أبلغ المحبوبات و معلوم أنّه ليس تحظى بها الحواسّ الخمس بل حسّ سادس مطيّته القلوب لا يدركه إلّا من كان له قلب و لذّات الحواسّ الخمس تشارك فيها البهائم الإنسان فإن كان الحبّ مقصورا على مدركات الحواسّ الخمس حتّى يقال: إنّ اللّه تعالى لا يدرك بالحواسّ و لا يمثّل في الخيال فلا يحبّ فإذن قد بطلت خاصيّة الإنسان و ما تميّز به من الحسّ السادس الّذي يعبّر عنه إمّا بالعقل أو بالنور أو بالقلب أو بما شئت من العبارات فلا مشاحّة فيها و هيهات فالبصيرة الباطنة أقوى من البصر الظاهر و القلب أشدّ إدراكا من العين و جمال المعاني المدركة بالعقل أعظم من جمال الصور الظاهرة للإبصار فتكون لا محالة لذّة القلوب بما تدركه من الأمور الشريفة الإلهيّة الّتي تجلّ عن أن تدركها الحواسّ أتمّ و أبلغ فيكون ميل الطبع السليم و العقل الصحيح إليه أقوى و لا معنى للحبّ إلّا الميل إلى ما في إدراكه لذّة كما سيأتي تفصيله فلا ينكر إذن حبّ اللّه تعالى إلّا من قعد به القصور في درجة البهائم فلم يجاوز إدراك الحواسّ أصلا.

الأصل الثالث أنّ الإنسان لا يخفى أنّه يحبّ نفسه و لا يخفى أنّه قد يحبّ غيره لأجل نفسه و هل يتصوّر أن يحبّ غيره لذاته لا لأجل نفسه هذا ممّا قد يشكل على الضعفاء حتّى يظنّون أنّه لا يتصوّر أن يحبّ الإنسان غيره لذاته ما لم يرجع منه حظّ إلى المحبّ سوى إدراك ذاته و الحقّ أنّ ذلك متصوّر و موجود فلنبيّن أقسام المحبّة و أسبابها.

و بيانه أنّ المحبوب الأوّل عند كلّ حيّ نفسه و ذاته و معنى حبّه لنفسه أنّ في طبعه ميلا إلى دوام وجوده و نفرة عن عدمه و هلاكه لأنّ المحبوب بالطبع هو


[1] تقدم كرارا.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست