responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 81

بعضهم مقام الرّضا و قال: ليس إلّا الصبر فأمّا الرّضا فغير متصوّر و هذا كلّه كلام ناقص قاصر لم يطّلع قائله من مقامات الدّين إلّا على القشور و ظنّ أنّه لا وجود إلّا للقشر، فإنّ المحسوسات و كلّ ما يدخل في الخيال في طريق الدّين قشر مجرّد و وراءه اللّب المطلوب، فمن لم يصل من الجوز إلّا إلى قشره يظنّ أنّ الجوز خشب كلّه و يستحال عنده خروج الدّهن منه لا محالة و هو معذور و لكن عذره غير مقبول، و قد قيل:

الانس باللّه لا يحويه بطّال‌

 

و ليس يدركه بالحول محتال‌

و الآنسون رجال كلّهم نجب‌

 

و كلّهم صفوة للَّه عمّال‌

 

(بيان معنى الانبساط و الإدلال الّذي تثمره غلبة الانس)

اعلم أنّ الانس إذا دام و غلب و استحكم و لم يشوّشه قلق الشوق، و لم ينغّصه خوف البعد و الحجاب فإنّه يثمر نوعا من الانبساط في الأقوال و الأفعال و المناجاة مع اللّه تعالى و قد يكون منكر الصورة لما فيه من الجرأة و قلّة الهيبة و لكنّه محتمل ممّن أقيم في مقام الانس و من لم يقم في ذلك المقام و يتشبّه بهم في الفعل و الكلام هلك به و أشرف على الكفر و مثاله مناجاة برخ الأسود الّذي أمر اللّه تعالى كليمه موسى عليه السّلام أن يسأله ليستسقي لبني إسرائيل بعد أن قحطوا سبع سنين، و خرج موسى ليستسقي لهم في سبعين ألفا فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه: كيف أستجيب لهم و قد أظلمت عليهم ذنوبهم، سرائرهم خبيثة يدعونني على غير يقين و يأمنون مكري، ارجع إلى عبد من عبادي يقال له برخ فقل له يخرج حتّى أستجيب له فسأل عنه موسى عليه السّلام فلم يعرف، فبينا موسى ذات يوم يمشي في طريق إذا بعبد أسود قد استقبله، بين عينيه تراب من أثر السجود في شملة قد عقدها على عنقه، فعرفه موسى بنور اللّه تعالى فسلّم عليه فقال: ما اسمك؟ قال: اسمي برخ، قال: فأنت طلبتنا منذ حين اخرج فاستسق لنا، فخرج فقال في كلامه: «ما هذا من فعالك، و لا هذا من حلمك، و ما الّذي بدا لك أ تعصت عليك غيومك أم عاندت الرّياح عن طاعتك أم نفد ما عندك أم اشتدّ

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست