responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 68

لأمره، و المزيّن لأخلاقه، و المستعمل لجوارحه و المسدّد لظاهره و باطنه، و الجاعل لهمومه همّا واحدا، و المبغّض للدّنيا في قلبه، و الموحش له من غيره، و المونس له بلذّة المناجاة في خلواته، و الكاشف له عن الحجب بينه و بين معرفته، فهذا و أمثاله هي علامة حبّ اللّه تعالى للعبد، و لنذكر الآن علامة محبّة اللّه تعالى فإنّها أيضا علامات حبّ اللّه عزّ و جلّ للعبد.

(القول في علامات محبّة العبد للَّه عزّ و جلّ)

اعلم أنّ المحبّة يدّعيها كلّ أحد و ما أسهل الدّعوى و ما أعزّ المعنى فلا ينبغي أن يغترّ الإنسان بتلبيس الشيطان و خدع النفس مهما ادّعت محبّة اللّه عزّ و جلّ ما لم يمتحنها بالعلامات و لم يطالبها بالبراهين و الأدلّة و المحبّة شجرة طيّبة أصلها ثابت و فرعها في السماء و ثمارها تظهر على القلب و اللّسان و الجوارح و تدلّ تلك الآثار الفائضة منها على القلب و الجوارح على المحبّة دلالة الدّخان على النار و دلالة الثمار على الأشجار، فهي كثيرة فمنها حبّ لقاء الحبيب بطريق الكشف و المشاهدة في دار السلام، و لا يتصوّر أن يحبّ القلب محبوبا إلّا و يحبّ مشاهدته و لقاءه، و إذا علم أنّه لا وصول إلّا بالارتحال من الدّنيا بالموت فينبغي أن يكون محبّا للموت غير فارّ منه، فإنّ المحبّ لا يثقل عليه السفر عن وطنه إلى مستقرّ محبوبه ليتنعّم بمشاهدته و الموت مفتاح اللّقاء و باب الدّخول إلى المشاهدة، قال عليه السّلام: «من أحبّ لقاء اللّه أحبّ اللّه لقاءه» [1].

فإن قلت: فمن لا يحبّ الموت فهل يتصوّر أن يكون محبّا للَّه، فأقول:

كراهة الموت قد تكون لحبّ الدّنيا و التأسّف على فراق الأهل و المال و الولد و هذا ينافي كمال حبّ اللّه تعالى لأنّ الحبّ الكامل هو الّذي يستغرق كلّ القلب و لكن لا يبعد أن يكون له مع حبّ الأهل و الولد شائبة من حبّ اللّه تعالى ضعيفة فإنّ الناس متفاوتون في الحبّ فمنهم من لا يحبّ اللّه بكلّ قلبه فيحبّه و يحبّ غيره‌


[1] متّفق عليه من حديث أبي هريرة و عائشة راجع صحيح البخاري ج 8 ص 132.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست