نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 383
(باب في سعة رحمة
اللّه)
نختم به الكتاب على سبيل
التفؤل بذلك فقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحبّ الفال[1] و ليس لنا من الأعمال ما نرجو به
المغفرة فنقتدي برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في التفؤل و نرجو أن
يختم عاقبتنا بالخير في الدّنيا و الآخرة كما ختمنا الكتاب بذكر رحمة اللّه فقد
قال اللّه تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما
دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ»[2].
و قال تعالى: «قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا
تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[3]».
و قال تعالى: «وَ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ
يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً[4]» و نحن نستغفر اللّه تعالى من كلّ ما زلّ به القدم أو طغى به القلم
في كتابنا هذا و في سائر كتبنا و نستغفره من أقوالنا الّتي لا توافقها أعمالنا، و
نستغفره ممّا ادّعيناه و أظهرناه من العلم و البصيرة بدين اللّه تعالى مع التقصير
فيه، و نستغفره من كلّ علم و عمل قصدنا به وجهه الكريم ثمّ خالطه غيره، و نستغفره
من كلّ وعد وعدناه به من أنفسنا، ثمّ قصرنا في الوفاء به، و نستغفره من كلّ نعمة
أنعم بها علينا فاستعملناها في معصيته، و نستغفره من كلّ تصريح و تعريض بنقصان
ناقص و تقصير مقصّر كنّا متّصفين به، و نستغفره من كلّ خطرة دعتنا إلى تصنّع و
تكلّف تزيّنّا للنّاس في كتاب سطرناه أو كلام نظمناه، أو علم أفدناه أو استفدناه،
و نرجع بعد الاستغفار من جميع ذلك كلّه لنا و لمن طالع كتابنا هذا أو كتبه أو سمعه
أن يكرمنا اللّه بالمغفرة و الرّحمة و التجاوز عن جميع السيّئات ظاهرا و باطنا
فإنّ الكرم عميم و الرّحمة واسعة و الجود على أصناف الخلائق فائض و نحن خلق من خلق
اللّه عزّ و جلّ لا وسيلة لنا إليه إلّا فضله و كرمه، فقد قال رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم: