نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 371
«فِي سِدْرٍ
مَخْضُودٍ» و يخضد اللّه شوكه فجعل مكان كلّ شوكة ثمرة، ثمّ تنفتق الثمرة
منها عن اثنتين و سبعين لونا من الطعام ما منها لون يشبه الآخر[1]».
قال جرير بن عبد اللّه:
نزلنا الصفاح فإذا رجل نائم تحت شجرة قد كادت الشمس أن تبلغه فقلت للغلام: انطلق
بهذا النطع[1]فأظلّه به فانطلق فأظلّه، فلمّا استيقظ إذا هو سلمان فأتيته اسلّم
عليه فقال: يا جرير تواضع للَّه فإنّه من تواضع للَّه في الدّنيا رفعه اللّه يوم
القيامة. هل تدري ما الظلمات يوم القيامة؟ قلت: لا أدري، قال: ظلم الناس بينهم،
ثمّ أخذ عويدا لا أكاد أراه من صغره، فقال: يا جرير لو طلبت في الجنّة مثل هذا لم
تجده، قلت: يا أبا عبد اللّه فأين النّخل و الشّجر؟ قال:
(صفة لباس أهل الجنة و
فرشهم و سررهم و أرائكهم و خيامهم)
قال اللّه تعالى: «يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤاً وَ
لِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ[3]». و الآيات في تفصيل ذلك كثيرة، و أمّا تفصيله في الأخبار فقد روي
أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «من يدخل الجنّة ينعّم لا يبأس لا
تبلى ثيابه و لا يفنى شبابه. في الجنّة ما لا عين رأت و لا إذن سمعت و لا خطر على
قلب بشر[4]».
و قال رجل: يا رسول
اللّه أخبرنا عن ثياب أهل الجنّة أخلق تخلق أم نسج تنسج فسكت رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم و ضحك بعض القوم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم: ممّ تضحكون من جاهل سأل عالما ثمّ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «بل
ينشقّ عنها ثمر الجنّة مرّتين[5]».
و عن رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم «إنّ أوّل زمرة تلج الجنّة صورتهم على صورة القمر
[1] هو المتخذ من
الاديم، أي الجلد. أي قربه له ليستظل به من الشمس فيكون كالظلة.
[1] أخرجه الحاكم و
صححه و البيهقي في البعث أيضا كما في الدر المنثور ج 6 ص 156.
[2] رواه البيهقي
بإسناد حسن كما في الترغيب و الترهيب ج 4 ص 522.