نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 338
قد قرع سمعك النّداء إلى
العرض فيكفيك تلك الرّوعة جزاء عن ذنوبك إذ يؤخذ بناصيتك فتقاد و فؤادك مضطرب و
لبّك طائر و فرائصك مرتعدة و جوارحك مضطربة و لونك متغيّر، و العالم عليك من شدّة
الهول مظلم، فقدّر نفسك و أنت بهذه الصفة تتخطّى الرّقاب و تخرق الصفوف و تقاد كما
يقاد الفرس المجنوب، و قد رفعت الخلائق إليك أبصارهم فتوهّم نفسك في أيدي
الموكّلين بك على هذه الصفة انتهوا بك إلى عرش الرّحمن فرموك من أيديهم و يناديك
اللّه سبحانه بعظيم كلامه: يا ابن آدم ادن منّي فدنوت منه بقلب خافق محزون وجل، و
طرف خاشع ذليل، و فؤاد منكسر، و أعطيت كتابك الّذي لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلّا
أحصاها فكم من فاحشة نسيتها فذكرتها و كم من طاعة غفلت عن آفاتها فانكشف لك عن
مساويها، فكم لك من خجلة و حيرة، و كم لك من حصر و عيّ فليت شعري بأيّ قدم تقف بين
يديه و بأيّ لسان تجيب و بأيّ قلب تعقل ما تقول؟ ثمّ تفكّر في عظيم حيائك إذا
ذكّرك ذنوبك شفاها إذ يقول: يا عبدي أ ما استحييت منّي فبارزتني بالقبيح و استحييت
من خلقي فأظهرت لهم الجميل؟ أ كنت أهون عليك من سائر عبادي استخففت بنظري إليك فلم
تكترث و استعظمت نظر غيري أ لم أنعم عليك؟ فما ذا غرّك بي؟ أ ظننت أنّي لا أراك و
أنّك لا تلقاني؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «ما منكم من أحد
إلّا و يسأله اللّه ربّ العالمين ليس بينه و بينه حجاب و لا ترجمان[1]» و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و آله و سلّم: «ليقفنّ أحدكم بين يدي اللّه عزّ و جلّ ليس بينه و بينه حجاب فيقول
له: أ لم أنعم عليك؟ أ لم اوتك مالا؟ فيقول: بلى فيقول: أ لم أرسل عليك رسولا؟
فيقول: بلى، ثمّ ينظر عن يمينه فلا يرى إلّا النّار ثمّ ينظر عن شماله فلا يرى إلّا
النّار، فليتّق أحدكم النّار و لو بشقّ تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيّبة[2]».
و قال ابن مسعود: ما
منكم من أحد إلّا سيخلو اللّه عزّ و جلّ به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر، ثمّ
يقول: يا ابن آدم ما غرّك بي؟ يا ابن آدم ما عملت فيما علمت؟ يا ابن آدم ما ذا
أجبت المرسلين؟ يا ابن آدم أ لم أكن رقيبا على عينيك
[1] أخرجه مسلم ج 3 ص
86 من حديث عدى بن حاتم بلفظ «الا سيكلمه».
[2] أخرجه مسلم ج 3 ص
86 من حديث عدى بن حاتم بلفظ «الا سيكلمه».
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 338