نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 324
بعضهم بعضا و يزدحمون
دونها فيمنعون من المضيّ فتشتدّ أنفاسهم و يكثر عرقهم و تضيق لهم أمورهم و تشتدّ
ضجيجهم[1]و ترتفع أصواتهم قال: و هو أوّل هول من أهوال يوم القيامة. قال: فيشرف
الجبّار تعالى عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة[2]فيأمر ملكا من الملائكة
فينادي فيهم يا معشر الخلائق أنصتوا و استمعوا منادي الجبّار قال: فيسمع آخرهم كما
يسمع أوّلهم قال: فتنكسر أصواتهم عند ذلك و تخشع أبصارهم و تضطرب فرائصهم[3]و
تفزع قلوبهم و ترفعون رءوسهم إلى ناحية الصوت مهطعين إلى الدّاع[4]قال: فعند ذلك
يقول الكافر: «هذا يَوْمٌ عَسِرٌ[1]» قال: فيشرف الجبّار تعالى ذكره الحكم العدل عليهم فيقول: أنا اللّه
لا إله إلّا أنا الحكم العدل الّذي لا يجور، اليوم أحكم بينكم بعدلي و قسطي لا
يظلم اليوم عندي أحد، اليوم آخذ للضعيف من القويّ بحقّه و لصاحب المظلمة بالمظلمة
بالقصاص من الحسنات و السيّئات و أثيب على الهبات[5]و لا يجوز هذه العقبة اليوم
عندي ظالم و لأحد عنده مظلمة إلّا مظلمة يهبها صاحبها و أثيبه عليها و آخذ له بها
عند الحساب، و تلازموا أيّها الخلايق و اطلبوا مظالمكم عند من ظلمكم بها في
الدّنيا و أنا شاهد لكم عليهم و كفى بي شهيدا.
قال: فيتعارفون و يتلازمون
فلا يبقى أحد له عند أحد مظلمة أو حقّ إلّا لزمه