responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 317

الآن من المنامات الكاشفة لأحوال الموتى ما يعظم الانتفاع به إذ ذهبت النبوّة و بقيت المبشّرات و ليس ذلك إلّا المنامات.

(بيان منامات تكشف عن أحوال الموتى و الاعمال النافعة) (في الآخرة)

فمن ذلك رؤيا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقد قال عليه السّلام: «من رآني في المنام فقد رآني حقّا، فإنّ الشيطان لا يتمثّل بي‌ [1]».

(1) أقول: ثمّ ذكر أبو حامد جملة من منامات الناس للموتى منها ما تضمّن بيان أحوالهم في الآخرة أو بيان ما ينتفع به من الأعمال فيها، و منها ما لم يتضمّن شيئا منهما بل هو مجرّد قصّة مناميّة أمّا الثاني فلا مدخل له فيما هو بصدده أصلا و أمّا الأوّل فلا وثوق بشي‌ء منه لأنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّما قال: «الرّؤيا الصّالحة جزء من ستّة و أربعين جزءا من النبوّة [2]» و ليس كلّ رؤيا صالحة فإنّ الرؤيا إنّما تكون بحسب حال الرّائي في اعتقاده و قدر معرفته بما يراه و بحسب خلقه و عمله و غذائه و بقدر صدقه و طهارته ظاهرا و باطنا، فربما يكون المرائي معتقدا خلاف الحقّ في اللّه سبحانه أو في شي‌ء من صفاته أو في رسوله أو في إمامه الّذي يجب عليه اتّباعه، أو يكون صاحب بدعة في الدّين، أو يكون ممّن يكثر كذبه و فساده و معاصيه و أكله للحرام و غير ذلك ممّا يوجب ظلمة قلبه، فكان ما يراه أضغاث أحلام كما مرّ في كلام أبي حامد إنّه لا وثوق بمنام من هذا حاله أو كان اعتقاده فيمن يراه في المنام على خلاف ما هو به فيراه بحسب ما يوافق اعتقاده فيه و هذا ممّا يقع كثيرا فلا وثوق بالرّؤيا إلّا إذا عرف براءة من رآها من جميع ذلك و قد ورد عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم «كما تعيشون تنامون و كما تستيقظون تبعثون‌ [3]» ثمّ من نسب أبو حامد إليه الرّؤيا ممّا يناسب ما هو بصدده بين منافق من الصحابة و موال له و لأمثاله و رجال يعرفون بالبدع و الاعتقادات الفاسدة في الدّين و من لا يعرف‌


[1] أخرجه مسلم ج 7 ص 54.

[2] تقدم آنفا.

[3] قاله عليه السّلام في يوم الانذار. و في اعتقادات الصدوق ص 85 نحوه.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست