responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 27

البصائر كما أنّ المعقول الممكن عند العميان حبّ غير اللّه تعالى فقطّ، ثمّ كلّ من يحبّ واحدا من الخلق بسبب من هذه الأسباب يتصوّر أن يحبّ غيره لمشاركته إيّاه في السبب و الشركة نقصان في الحبّ و غضّ من كماله و لا يتفرّد أحد بوصف محبوب إلّا و قد يوجد له شريك فيه فإن لم يوجد فيمكن أن يوجد إلّا في حقّ اللّه فإنّه موصوف بهذه الأوصاف الّتي هي غاية الجمال و الكمال و لا شريك له فيه وجودا و لا يتصوّر أن يكون ذلك إمكانا فلا جرم لا يكون في حبّه شركة فلا يتطرّق النقصان إلى حبّه كما لا تتطرّق الشركة إلى صفاته فهو المستحقّ إذ الأصل المحبّة و لكمال المحبّة استحقاقا لا يساهم فيه أصلا.

(بيان انّ اجلّ اللّذّات و أعلاها معرفة اللّه تعالى و النظر إلى وجهه الكريم) (و انّه لا يتصوّر ان يؤثر عليها لذّة أخرى الاّ من حرم هذه اللّذة)

اعلم أنّ اللّذات تابعة للإدراكات و الإنسان جامع لجملة من القوى و الغرائز و لكلّ قوّة و غريزة لذّة و لذّتها في نيلها بمقتضى طبعها الّتي خلقت له فإنّ هذه الغرائز ما ركبت في الإنسان هزلا بل خلقت كلّ قوّة و غريزة لأمر من الأمور هو مقتضاها بالطبع، فغريزة الغضب خلقت للتشفّي و الانتقام، فلا جرم لذّتها في الغلبة و الانتقام الّذي هو مقتضى طبعها، و غريزة شهوة الطعام مثلا خلقت لتحصيل الغذاء الّذي به القوام فلا جرم لذّتها في نيل الغذاء الّذي هو مقتضى طبعها و كذلك لذّة السمع و البصر و الشمّ في الابصار و الاستماع و الاستشمام فلا يخلو غريزة من هذه الغرائز عن ألم و لذّة بالإضافة إلى مدركاتها فكذلك في القلب غريزة تسمّى النور الإلهيّ لقوله تعالى: «أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى‌ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ» [1] و قد تسمّى العقل و قد تسمّى البصيرة الباطنة و قد تسمّى نور الإيمان و اليقين و لا معنى للاشتغال بالأسامي فإنّ الاصطلاحات مختلفة و الضعيف يظنّ أنّ الاختلاف واقع في المعاني لأنّ الضعيف أبدا يطلب المعاني من الألفاظ و هو عكس الواجب فالقلب مفارق لسائر أجزاء البدن بصفة بها يدرك المعاني الّتي ليست متخيّلة و لا


[1] الزمر: 23.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست