responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 257

و مرض رجل من أصحاب الرّضا عليه السّلام فعاده فقال: «كيف تجدك فقال:

لقيت الموت بعدك- يريد به ما لقيه من شدّة مرضه- فقال: كيف لقيته قال: أليما شديدا، فقال: ما لقيته إنّما لقيت ما ينذرك به و يعرّفك بعض حاله إنّما الناس رجلان مستريح بالموت و مستراح به منه فجدّد الإيمان باللّه و النبوّة و الولاية لنا تكن مستريحا ففعل الرّجل ذلك- و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة [1]».

و قيل لمحمّد بن عليّ بن موسى عليهم السّلام: «ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت فقال: لأنّهم جهلوه و كرهوه و لو عرفوه و كانوا من أولياء اللّه حقّا لأحبّوه و ليعلموا أنّ الآخرة خير لهم من الدّنيا، ثمّ قال: «يا أبا عبد اللّه ما بال الصبيّ و المجنون يمتنع من الدّواء المنقي لبدنه و النافي للألم عنه؟ فقال لجهلهم بنفع الدّواء قال: و الّذي بعث محمّدا بالحقّ نبيّا إنّ من قد استعدّ للموت حقّ الاستعداد فهو أنفع لهم من هذا الدّواء لهذا المعالج، أما إنّهم لو علموا ما يؤدّي إليه الموت من النعيم لاستدعوه و أحبّوه أشدّ ممّا يستدعي العاقل الحازم الدّواء لدفع الآفات و اجتلاب السلامات‌ [2]».

و دخل عليّ بن محمّد عليهما السّلام على مريض من أصحابه و هو يبكي و يجزع عن الموت فقال له: «يا عبد اللّه تخاف من الموت لأنّك لا تعرفه أ رأيتك إذا اتّسخت و تقذّرت و تأذّيت بما عليك من الوسخ و القذر عليك و أصابك قروح و جرب و علمت أنّ الغسل في الحمّام يزيل عنك ذلك كلّه أ ما تريد أن تدخله فتغسل ذلك عنك؟

أ و ما تكره أن لا تدخله فيبقى ذلك عليك؟ قال: بلى يا ابن رسول اللّه، قال: فذلك الموت هو ذلك الحمّام و هو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك و تنقيتك عن سيّئاتك فإذا أنت وردت عليه و جاوزته فقد نجوت من كلّ غمّ و همّ و أذى و وصلت إلى كلّ سرور و فرح فسكن الرّجل و نشط و استسلم و غمض عين نفسه و مضى لسبيله‌ [3]».


[1] معانى الاخبار ص 290.

[2] معانى الاخبار ص 290.

[3] معانى الاخبار ص 290.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست