responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 250

على طاعته و فرح بأنّه لم يضيّع نهاره بل استوفى منه حظّه و ادّخره لنفسه ثمّ يستأنف مثله إلى الصباح و هكذا إذا أصبح، و لا يتيسّر هذا إلّا لمن فرغ القلب عن الغد و ما يكون فيه فمثل هذا إذا مات سعد و غنم و إن عاش سرّ بحسن الاستعداد و لذّة المناجاة فالموت له سعادة و الحياة له مزيد، فليكن الموت على بالك يا مسكين فإنّ السير حادّ بك و أنت غافل عن نفسك و لعلّك قد قاربت المنزل و قطعت المسافة و لا يكون كذلك إلّا بمبادرة العمل اغتناما لكلّ نفس أمهلت فيه.

(بيان المبادرة إلى العمل حذر آفة التأخير)

اعلم أنّ من له إخوان غائبان و ينتظر قدوم أحدهما في غد و ينتظر قدوم الآخر بعد شهر أو سنة فلا يستعدّ للّذي يقدم إلى شهر أو سنة و إنّما يستعدّ للمنتظر قدومه غدا فالاستعداد نتيجة قرب الانتظار فمن انتظر مجي‌ء الموت بعد سنة اشتغل قلبه بالمدّة و نسي ما وراء المدّة، ثمّ يصبح كلّ يوم و هو منتظر للسنة بكمالها لا ينقص منها اليوم الّذي انقضى و ذلك يمنعه من مبادرة العمل أبدا فإنّه أبدا يرى لنفسه متّسعا في تلك السّنة و يؤخّر العمل كما قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «ما ينتظر أحدكم من الدّنيا إلّا غنى مطغيا، أو فقرا منسيا، أو مرضا مفسدا، أو هرما مفنّدا، أو موتا مجهزا، أو الدّجّال فالدّجال شرّ غائب ينتظر، أو الساعة، وَ السَّاعَةُ أَدْهى‌ وَ أَمَرُّ[1]».

و قال ابن عبّاس رضي اللّه عنه: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لرجل و هو يعظه: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، و صحّتك قبل سقمك، و غناك قبل فقرك، و فراغك قبل شغلك، و حياتك قبل موتك‌ [1]».


[1] أخرجه الترمذي ج 9 ص 185 من رواية محرز بن هارون عن عبد الرحمن الاعرج، عن أبي هريرة و قال: حديث حسن. و قوله: «هرما مفندا» اى مبلغا إلى أرذل العمر و قوله «موتا مجهزا» أي قاضيا على العبد بالفناء، يقال: أجهزت على فلان، إذا عجلت قتله و أسرعت بذهاب نفسه.


[1] رواه الحاكم ج 4 ص 306 و قال: صحيح على شرط الشيخين.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست