responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 243

ضاقت عليه الدّنيا و لا في شدّة إلّا اتّسعت عليه، و الموت أوّل منزل من منازل الآخرة و آخر منزل من منازل الدّنيا، فطوبى لمن أكرم عند النزول بأوّلها و طوبى لمن أحسن مشايعته في آخرها، و الموت أقرب الأشياء من ابن آدم و هو يعدّه أبعد فما أجرأ الإنسان على نفسه و ما أضعفه من خلق و في الموت نجاة المخلصين و هلاك المجرمين و لذلك اشتقا من اشتاق إلى الموت و كره من كره قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أحبّ لقاء اللّه أحبّ اللّه لقاءه، و من كره لقاء اللّه كره اللّه لقاءه».

[الآثار]

قال أبو حامد: و كان الرّبيع بن خثيم حفر قبرا في داره فكان ينام في اللّحد كلّ يوم مرّات ليستديم به ذكر الموت و كان يقول: لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة لفسد، و قال: ما غائب ينتظره المؤمن خيرا له من الموت.

(بيان الطريق في تحقيق ذكر الموت)

اعلم أنّ الموت هائل و خطره عظيم و غفلة النّاس عنه لقلّة فكرهم فيه و ذكرهم له و من يذكره ليس يذكره بقلب فارغ بل بقلب مشغول بشهوات الدّنيا فلا ينجع ذكر الموت في قلبه فالطريق فيه أن يفرغ العبد قلبه عن كلّ شي‌ء إلّا عن ذكر الموت الّذي هو بين يديه كالّذي يريد أن يسافر إلى مفازة مخطرة أو يركب البحر فإنّه لا يتفكّر إلّا فيه فإذا باشر ذكر الموت قلبه فيوشك أن يؤثّر فيه و عند ذلك يقلّ فرحه و سروره بالدّنيا و ينكسر قلبه و أوقع طريق فيه أن يكثر ذكر أشكاله و أقرانه الّذين مضوا قبله فيتذكّر موتهم و مصرعهم تحت التراب و يتذكّر صورهم في مناصبهم و أحوالهم و يتفكّر كيف محا التراب الآن حسن صورتهم و كيف تبدّدت أجزاؤهم في قبورهم و كيف أرملوا نساءهم و أيتموا أولادهم و ضيّعوا أموالهم و خلت منهم مساجدهم و مجالسهم و انقطعت آثارهم و أوحشت ديارهم فمهما تذكّر رجلا رجلا و فصّل في قلبه حاله و كيفيّة حياته، و توهّم صورته، و تذكّر نشاطه، و تردّده و أمله في العيش و البقاء، و نسيانه للموت و انخداعه بمؤاتاة الأسباب، و ركونه إلى القوّة و الشّباب، و ميله إلى الضحك و اللّهو و غفلته عمّا بين يديه من الموت الذّريع و الهلاك السريع، و أنّه كيف كان يتردّد و الآن قد تهدّمت رجلاه‌

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست